هل ما يشبع أكثر له طعم أطيب؟ كيف تختار ذباب الفاكهة، وربما الناس، طعامها
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
ذباب الفاكهة له ذائقة مميزة للطعام. كخبير أطعمة ذواق يتفحص قائمة الطعام، تقضي جل وقتها في البحث عن الطعام الطيب المذاق والمغذي ذي السعرات الحرارية وتتجنب الأطعمة المرة التي قد تكون سامة، لكن ماذا يجري في أدمغتها عندما تتخذ هذه الخيارات الغذائية؟
اكتشف باحثون من جامعة ييل طريقة مثيرة للاهتمام لمعرفة ما يجري في أدمغتها حين قاموا بخداعها.
في دراسة يمكن أن تساعد أيضًا في تسليط الضوء على كيف يختار الناس طعامهم، أعطى الباحثون ذباب الفاكهة الجائعة خيارًا بين طعام طيب المذاق (حلو المذاق) ومغذٍ مدسوس بمادة الكوينين quinine المرة وطعام ليس حلوًا ولكنه ليس مرًا ويحتوي على سعرات حرارية قليلة. بعد ذلك، باستخدام التصوير العصبي تتبع الباحثون النشاط العصبي في أدمغتها حين اتخذت هذه الخيارات الصعبة.
إذن أيهما يغلب؟ هل السعرات الحرارية أم الطعم الأحلى (الأطيب) في هذه الحالة؟
“هذا يعتمد على مدى جوع الذباب”. “كلم اكانت جائعة أكثر، كلما زاد احتمال تحملها الطعم المر من أجل حصولها على سعرات حرارية أكثر،” كما قال مايكلنيتاباخ Michael Nitabach، برفسور علم وظائف الأعضاء الخلوية والجزيئية وعلم الوراثة وعلم الأعصاب في كلية الطب بجامعة ييل وكبير مؤلفي الدراسة.
لكن الإجابة الحقيقية عن كيف تتخذ ذباب الفاكهة هذه القرارات هي عملية أكثر تعقيدًا، وفقًا للدراسة التي نُشرت في 5 يوليو 2021 في مجلة نتشر كوميونيكشينز Nature Communications.
وفقًا لفريق البحث، بقيادة بريتي سارين Preeti Sareen، استاذة بحث مشاركة في جامعة ييل، تنقل الذباب المعلومات الحسية إلى جزء من دماغها يسمى الجسم المروحي الشكل fan-shaped body (على شكل مروحة يدوية، المرمزة ب dFB ، حيث تُدمج الإشارات معًا، مما يؤدي إلى ما يرقى إلى صيغة قرار تنفيذي تتخذه الحشرات. وجد الباحثون أن أنماط النشاط العصبي في الجسم المروحي الشكل تتغير بشكل تكيفي عندما تُقدم خيارات غذائية جديدة، والتي تملي على الذبابة قرارها بشأن الطعام الذي عليها أن تأكله.
لكن الباحثين ذهبوا إلى أبعد من ذلك. حيث أصبحت الأشياء أكثر غرابة. ووجدوا أن بإمكانهم أن يغيروا الخيار التي تتخذه الذبابة وذلك بالتلاعب بالخلايا العصبية في مناطق الدماغ التي تنتهي إلى الجسم المروحي الشكل. على سبيل المثال، عندما تسبب الباحثون في انخفاض نشاط الخلايا العصبية المعنية بعملية الاستقلاب، وجدوا أن ذلك يجعل الذباب الجائع يختار الأطعمة ذات السعرات الحرارية المنخفضة.
“يُعتبر هذا الخيار حلقة تغذية استرجاعية واحدة وكبيرة، وليست مجرد عملية اتخاذ قرار من أعلى إلى أدنى top – down decision [المترجم: أي تحديد النتيجة أولًا قبل اتخاذ القرار]” كما قال نيتاباخ.
من هذه تأتي نفس العلاقة في خيارت الغذاء لدى البشر [أي حيث يشترك البشر مع الذباب في عملية الخيارات الدماغية]، كما يقول نيتاباخ، النشاط العصبي في كل من دماغ الذبابة ودماغ الإنسان يتم تنظيمه من خلال إفراز الببتيدات العصبية والناقل العصبي الدوبامين،والذي يساعد في تنظيم الإحساس بالمكافأة لدى البشر. التغييرات في هذه الشبكة قد تعدّل من كيف يستجيب الدماغ لأنواع مختلفة من الطعام. بعبارة أخرى، الكيمياء العصبية قدت ملي علينا أحيانًا خيارات الطعام التي كن انعتقد أننا نتخذها عن وعي.
“الدراسة تقدم نموذجًا لفهم كيف تؤثر أشياء كالجوع والحالات الانفعالية الداخلية على سلوكنا”، كما قال نيتاباتخ.