السيستاني وعلماء وطلاب علم ينعون فقيد الحوزة العلمية الشيخ أمين أبو تاكي
بشائر: الدمام
نعى نجل المرجع الديني؛ سماحة السيد محمد رضا السيستاني، فقيد الحوزة العلمية الشيخ أمين أبو تاكي، والذي وافته المنية صباح اليوم، في بيان له قائلاً:
“(إنا لله وإنا اليه راجعون) أخبرت قبل قليل بوفاة الاخ العزيز صاحب الفضيلة الشيخ أمين أبو تاكي بوباء كورونا، وإذ أتقدم الى أهله وزملائه ومحبيه بأحر التعازي وخالص المواساة وأبتهل إلى الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويحشره مع أوليائه الأئمة الطاهرينويلهم ذويه جميل الصبر والسلوان“.
وأضاف: “لقد كان رحمه الله ولائياً متفانياً في حبّ أهل البيت عليهم السلام يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم. وإن فقده لخسارة مؤسفة ومؤلمة ولكن ما الحيلة؟ هذه هي الدنيا. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم“
وبدوره، عبّر السيد مُنير الخباز عن خالص تعازيه ومواساته برحيل الشيخ أبو تاكي بيان له، قائلاً:
” أخي العزيز الحبيب الامين الصادق الوفي المخلص المؤمن الشديد الولاء والتفاني في أهل بيت النبوة (ص)، الصلب في الدفاع عنهم المستميت في الذب عن معتقداتك الحقة الخدوم للمراجع والعلماء، الباذل نفسه ووقته وجهده وكل طاقته في حفظ تاريخ رموز العصمة وتخليد مآثرهم ومعاجزهم وكراماتهم ص نثرا وشعرا ومنبرا، وتسطير سيرة العلماء والخطباء، وكما قلت عن نفسك – سوف اكتب كل مايمت لأهل البيت (ع) بصلة لأن ذلك زادي في آخرتي – يامن لم يحمل في قلبه حقداً على أحد يتعامل مع المحسن والمسيء بقلب طاهر يملؤه الايمان ويحمل كل من أساء إليه على أحسن المحامل. يا من كنت قدوة لغيرك من طلبة العلوم في احترام الجميع وتقدير الكفاءات على اختلافها والتعامل بمنهج أخوي متساوي النسبة مع القريب منك والبعيد – كيف رحلت عنا بهذه السرعة، كيف اخترت جوار الامام الرؤوف (ع)، دون أن تخبرنا بذلك كما هي عادتك وسيرتك.
لم أكن أتصور أبداً ولا بنسبة واحد بالالف انك ترحل بهذه السرعة، وان حياتك كلمعة البرق الخاطف، لقد نزل علي النبأ المفجع كالصاعقة؛ فذهلت لمدة ساعات وانا لا استطيع ان اتفوه بكلمة ، ولا أدري ماذا أقول، ثم اتجهت لصفحتك في الواتساب وبدأت اقرأ بشغف آخر الكلماتوالذكريات فقد بعثت اليك امس صباحا رسالتي أسألك عن صحتك فلم ترد علي بالكتابة بل بعثت لي صوتك وهو يزفر بحنين وانين ، وكتبتلي كلمة واحدة محزنة – صدري – فسالت دموعي واشتعل الجوى بقلبي ولم استطع ان اتلفظ بشيء سوى قولي – آه آه آه – انا لفقدك يأباعلي لمحزونون – وانا لله وانا اليه راجعون، وانا في جوار المصطفى ص قمت فاتجهت للقبة الشريفة وقلت – يارسول الله هذا خادمكم وفداليكم وانتم اهل العناية والوفاء والكرم فاحتضنوه معكم في مقعد صدق عند مليك مقتدر – لقد كان طاقة مسخرة لسيد الشهداء الحسين ص فخذه معك يا سيدي ياأبا عبد الله – ثم سرح ذهني بالذكريات فتذكرت اني رأيتك في عالم النوم امس بالتحديد وانت معي في الحرم النبويلكنك كنت تمشي على الخط الاخضر وحدك وانا امشي على البلاط ، اخي الامين : ان الذكريات الاخوية بيننا كثيرة لاتحصى من الاسفارواللقاءات والمراسلات ولو بقيت اكتب لم ينقطع المداد اياما ولكني احتسبك من فاضل ولائي خادم لدرب الامامة عند الله وعند رسول اللهواهل بيته الاطهار ، واكرر لقد فقدتك اخا بكل ماللاخوة من معنى ، والدنيا فانية ونسأل الله حسن الخاتمة وانا لله وانا اليه راجعون“
كما نعاه رحمه الله، سماحة السيد محمد جعفر الحكيم: ” الفقيد الشيخ الأمين أبو تاكي، عرفته مذ كان في النجف الأشرف مؤمناً مهذباً تمرح الابتسامة على محياه، محباً لأهل بيت الرحمة متمسكاً بعرى مودتهم، موالياً لأوليائهم، محباً للعلم والعلماء، شغوفاً بمعرفةمزاياهم. نسأل الله تعالى له الرحمة والرضوان ولأهله ومحبيه الصبر والسلوان“.
وفي كلمة له أبن الفقيد أبوتاكي الشيخ محمد آل قاسم معبراً عن عظيم ألمه: “ياالله ياالله ياالله ياارحم الراحمين.. أي خبر وأي مصيبة هذه التي صبحنا بها هذا اليوم مصيبة نحتسب أجرها عند الله عزوجل
حيث ارتحال طود الايمان ورمز التقى المتفاني في خدمة أوليائه المعصومين والساعي في قضاء حوائج اخوانه المؤمنين والناشر لمآثر الأئمةالطاهرين ومراجع وعلماء الدين
وأضاف: ” الأمين المأمون جناب العلامة الشيخ أمين ابوتاكي نسأل الله تعالى ان يتغمده برحمته وان يسكنه الفسيح من جنته وان يزيد فيرتبته ويعلي منزلته ويرزقه شفاعة أوليائه الأطهار محمد وآل بيته الأبرار صلوات الله عليهم أجمعين لقاء ما قدم وأعطى وبذل وضحى انهتعالى ارحم الراحمين وأكرم الأكرمين ولاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم وانالله وانااليه راجعون وعظم الله أجورنا واجوركم“
رجل الدين والشاعر الأديب الشيخ أحمد الدر العاملي من لبنان بقوله: “كعادة الموت.. يغزو الديار بدون إنذاريختطف أحبابنا من بيننا، ويلقينا في أعماق بحرٍ من الذكريات والتمنِّيات
فتحتُ عيوني هذا الصباح على خبرٍ أفجعَني فأوجعَني.. خبر وفاةِ أخي الرفيق وصاحبي الصديقالخطيب الحسيني الشيخ أمين أبو تاكي رحمه الله ورفع مقامه وأكرم مثواه
وأردف قائلاً: “وإني لأغبطهُ ـ والله يشهد ـ على هذه الكرامة الرحيمية، حيث أراحه الله من دنيا الشقاء والتعاسة، وقبضه إليه في أرضالطهارة والقداسة، في جوار الإمام الرؤوف مولانا أبي الحسن علي بن موسى الرضا (سلام الله عليه) وبذلك تكون أمنيته قد تحققت، فطالماتمنى أن تكون وفاته عند سلطان الأنام عليه السلام، ستبقى تشاركني شيخنا الأمين في كل بيت كتبته وأكتبه في مدح ورثاء النبي وآلهالأصفياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
سأبقى أتذكر آخر محادثة لنا، والتي صارحتني فيها بمدى انزعاجك واستيائك من المجتمع المحيط الذي لا يقدِّر ولايشكر، بل ولا يشارك إلا إذا أراد الانتقاد أو الإشكال، إلا ما رحم ربي
واختتم بيانه قائلاً: “نم قرير العين أخي الحبيب، في ضيافة ساداتك الذين أحببتهم وسعيت في نشر عطرهم بين المؤمنين، بحق حبيب الله محمد وآله الطاهرين،صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين“