ثقافة الشماتة
جواد المعراج
عن الإمام الصادق عليه السلام قال : “لا تبدي الشماتة لأخيك، فيرحمه الله و يصيرها بك “.
(ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ٢ – الصفحة ١٦٧٨)
من علامات الخير هي أن يحب الإنسان لأخيه ما يحب لنفسه، توجد أفكار وسلوكيات عدوانية تنتشر بين أفراد المجتمع، وهذه العلامات ليست من صفات الإنسان الخير والمتقيد بالأخلاق والمبادئ والقيم الإنسانية، بل هي من صفات الحسود، والحقود، والمغرور، والمتكبر.
كثرت الشماتة في المجالس ومواقع التواصل الاجتماعي والديوانيات والأماكن العامة، وبالتالي أصبح هذا المرض الاجتماعي متأصل في القلوب القاسية والنفوس الحاقدة التي تشعر بالقهر والانفعال الشديد الذي لا يجعلها ترتاح نفسيا وعقليا وروحيا.
الشماتة تجلب البلاء والمصائب للأمم والبلدان والمجتمعات، فهناك شرائح بشرية ابتليت بأمراض سلوكية واجتماعية تجعلها تقوم بتتبع عيوب وعثرات من حولها من خلال اللجوء للانتقام، وإثارة الخصومات والعداوات بين الناس.
ومن الأسباب المعينة التي تؤدي لانتشار الشماتة هي: الجهل وقلة التعلم والوعي، فهناك مجتمعات تعلم أجيالها الجديدة وأفرادها على الانتقام ورد الصاع صاعين للخصم، ونشر الشماتة بأسلوب العدوان وخاصة عندما يتعرّض الطرف الآخر إلى معركة أو مشكلة أو أزمة صعبة، فمن هنا نرى الأحقاد الداخلية تتغلغل في المجتمع.
ولمنع انتشار ثقافة الشماتة في المجتمع يجب إطلاق المبادرات الإيجابية التي تعلم أفراد المجتمع على رد الجميل للخصوم عند وقوع أي مشكلة أو معركة تواجههم، وذلك من أجل تخفيف حجم الكوارث التي يتعرضوا لها.
بالإضافة إلى ذلك مقاومة الضغوطات النفسية والاجتماعية وتعزيز ثقافة المساعدة والتعاون، بغرض تحقيق التقارب في العلاقات وتوفير الأعمال التطوعية والأنشطة الثقافية التي تمنع انتشار الكراهية والضغائن والفتن.