مبدد القوارع
محمد فيصل المؤمن
إذا هَجمتْ يوماً عليَّ القوارعُ
فَزعتُ إلى العباسِ فهوَ المُدافع ُ
يُبددها عني كما بددَ العدى
بواقعةٍ هانتْ لديها الوَقائع ُ
غداةَ أتتهُ زينبٌ مُستجيرةً
فنادت أغثنا وَالعيون دوامع ُ
فهّبَ أبوُ الفضلِ الهمامِ مُسَطراً
فضائل َ لا يرقى لهن منازعُ
على كفهِ اليسرى سقاءٌ يقلهُ
وَفي كَفهِ اليمنى أخو البرقِ لامعُ
مضى_ ولواءُ الحمدِ يَخفقُ فَوقهُ
كوالدهِ_ نحوَ الفراتِ يسارع ُ
ولو أنَ من دونِ الفراتِ وَ.وردهِ
جبالُ شَرورى و الحصونُ المتالع ُ
لدكدكها من بأسهِ و أزاحَها
كعهنٍ وقد هبت عليهِ الزعازعُ
أدارَ رحى الهيجاءِ ظُهراً فأظلمت
بنقع ٍ وَبدر ُ الهاشميينَ ساطعُ
فما علمت فُرسانها عّندما سطا
و قَرعُ الظُبا تَستَكُ منهُ المَسامعُ
أهذا عليُ المرتضى في قراعه ِ
أم القَرمُ صيادُ الأسودِ يقارع ُ
يَصولُ بغابات ِ الرماح ِ مُزَمجرا ً
ومِن حَوله ِ غيثٌ منَ النبلِ هامع ُ
وَما مُخْدرٌ ضخم المشاشِ غضنفر ٌ
مخاليبهُ كالباتراتِ قواطع ُ
تَراجفُ شجعانُ الوغى من زئيرهِ
وترنوا لهُ الآسادُ وهيَ خَواضعُ
بأهيبَ منهُ وهو يفخر قائلاً
نماني علي ٌ و البدور الطَوالع ُ
فَفرقَ هاتيكَ الجموعَ وَنَُكسَتْ
بَيارقُها و الأفقُ بالنَقعِ دَارعُ
و أقدمَ فاستولى على النهرِ ضارباً
بغضبٍ لآنافِ الضلالةِ جادعُ
و لما عَلت كفاهُ تحملُ غَرفةً
لريّ شفاهٍ فَطرتها السَوافعُ
رمى الماءَ من فرطِ الوفاءِ لصنوهِ
و جمرُ الظما ما بين جبينهِ لاذع ُ
وقالَ أيهنى لي الورودُ و سيدي
بهِ ظمأٌ تنقضُ منهُ الأضالع ُ
فشدَ لريّ الفاطميات ِ عائداً
و يا أسفي سُدت عليهِ المطالع ُ
بنفسيَ عباسٌ عَليهِ تَعطفت
صدورُ المواضي و الرماحُ الشوارعُ
وحيدٌ جرت من آل حربٍ كتائبٌ
إليهِ كما تجري السيول الدوافع ُ
فحفت بهِ من كُلِ صوب ٍ لئامها
كما حفت الليثَ الهزبرَ الخوامع ُ
و ما زالَ يَسطو مُستمياً بصولةٍ
لها في قلوبِ الدارعينَ صَواقعُ
فصارمهُ فوقَ الجماجمِ ساجدٌ
و ذابلهُ بينَ الشراسيفِ راكعُ
إلى أن رماه ُ الدهرُ عن قوسِ غادرٍ
بفادحةٍ تَندك منها الفوراع ُ
فخرَ بأكنافِ الطفوفِ مُجدلاً
و قد حسمت كلتا يديه القواطع ُ
تُمزقهُ تحت العَجاجُ أسنةٌ
بأطرافها أحقادُ بدرٍ قوابعُ
فياحسرتا لما هوى عن جواده ِ
بماذا تلقى أرضَها وهو واقعُ