الشيخ اليوسف يدعو إلى الاستفادة من التراث العلمي العميق للسيد الحكيم
بشائر: الدمام
أشاد الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة الجمعة الماضية، بالعطاء العلمي المتميز للمرجع الراحل آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (قدس الله نفسه الزكية)، وبالمكانة العلمية المرموقة التي اكتسبها نتيجة نبوغه العلمي، ودروسه التخصصية في علمي الفقه والأصول والتي استمرت لأكثر من نصف قرن.
وأضاف: إن للمرجع الحكيم عشرات المؤلفات والتصانيف الاستدلالية المهمة والعميقة في علوم الفقه والأصول والعقائد وغيرها، ومن أهمها: كتابه (المحكم في أصول الفقه) في ستة مجلدات، وكتابه (مصباح المنهاج) وهو فقه استدلالي موسع على كتاب (منهاج الصالحين) ويقع المطبوع منه في خمسة عشر مجلداً، وكتابه (الكافي في أصول الفقه) في مجلدين، وغيرها من المؤلفات القيمة والبحوث العلمية العميقة التي تشكل بمجموعها رصيداً علمياً زاخراً والذي يجب الاستفادة منه في البناء العلمي في الحوزات العلمية والتراكم المعرفي والعلمي.
ونصح الشباب والفتيات بقراءة كتابه القيم في باب العقائد والموسوم بـ (أصول العقيدة) كي ينموا ثقافتهم العقائدية، لأنه مكتوب بطريقة منهجية حديثة، وبمنهج علمي رصين، وبأسلوب أدبي جميل، وبلغة معاصرة مناسبة لجيل الشباب.
وقال: إن فقد المرجع الكبير السيد الحكيم يشكل خسارة فادحة للحوزات العلمية؛ والساحة الدينية في كل مكان؛ لأنه يمثل مرجعاً كبيراً من مراجع الدين الكبار، وعلماً بارزاً من أعلام الفقه والعلم والفضيلة والتقوى.
واعتبر أن فقد المراجع والفقهاء والعلماء الكبار يعد خسارة كبيرة للأمة الإسلامية كافة، وللحوزات العلمية والحواضر الدينية، ولذا عبّر الحديث الشريف عن فقدهم بأنه ثُلمة في الإسلام؛ لأنهم حصون الدين، وحماة الإسلام، ومنابع العلم والمعرفة، ومصادر الخير والبركة في الأمة.
وأوضح أن موت أي مرجع من المراجع الدينية من أفدح الخسائر المعنوية والعلمية؛ لأن الفقيه لا يصل إلى مستوى (المرجعية) إلا بعد مسيرة دينية وعلمية طويلة وشاقة جداً، فليس بالأمر السهل أن تتكون (شخصية المرجع) حتى يكون مؤهلاً للوصول إلى منصب المرجعية الدينية؛ فذلك يتطلب – بالإضافة إلى الاجتهاد الكامل – الكثير من المؤهلات والخصائص الدينية والعلمية والأخلاقية العالية.
وقال: إن من سمات المرجع السيد الحكيم هو حرصه الدائم على توجيه النصائح والإرشادات والتوجيهات الدينية والأخلاقية والتربوية للمؤمنين والمؤمنات في كل مناسبة دينية؛ حيث تحتوي وصاياه وإرشاداته على ما ينبغي للمؤمنين فعله والالتزام به في نقاط محددة، وبأسلوب تربوي مؤثر.
ولفت إلى اهتمامه وتعلقه الكبيرين بالإمام الحسين عليه السلام والقضية الحسينية، فقد ألّف كتاباً علمياً قيماً في هذا المجال بعنوان: (فاجعة الطف)، كما أنه يقرأ المقتل الحسيني في كل عاشوراء بنفسه الشريفة لإرشاد الناس إلى مصيبة عاشوراء التي هي أعظم مصيبة في التاريخ الإسلامي.
وأوضح أنه كان يشارك بنفسه الطاهرة في إحياء الشعائر الحسينية كزيارة الأربعين حيث يمشي مع الزوار رغم ظروفه الصحية للتأكيد على أهمية إحياء هذه الزيارة وأن لها أصل شرعي، وكذا بقية الشعائر الحسينية التي في إحيائها إحياء للقيم والأهداف التي نهض من أجلها الإمام الحسين عليه السلام.
وختم خطبته بالقول: إن تفاعل المؤمنين في كل مكان مع وفاته، ومشاركة الآلاف من الناس في تشييعه، وإقامة العزاء على رحيله في جميع أنحاء العالم يؤكد على ارتباط الناس الروحي والمعنوي بالمرجعية الدينية، وشعورهم بالخسارة العلمية والمصيبة العظمى التي أصابت المؤمنين برحيله.
داعياً الله سبحانه وتعالى أن يجعله في أعلى عليين في جنات النعيم وأن يلحقه بأجداده المعصومين الطاهرين (سلام الله عليهم أجمعين).