المهندس حسين بن الشيخ علي الخير الله
سلمان الحجي
المهندس حسين بن الشيخ علي بن حسن بن أحمد بن عبد اللطيف الخير اللَّه -وهو من أرحامنا- حيث يعد الحاج عبد اللطيف الخير اللَّه جدنا معاً، وذلك بالنظر إلى أن جدتي لأبي هي الحاجة فاطمة بنت محمد بن عبد اللطيف الخير اللَّه. كما أنه قريب لنا من جهة جدته لأبيه، وهي من أسرة المكينة التي ترجع لها أسرة والدتي (الحاجة غالية بنت محمد بن حمزة بن محمد اليوسف) على رواية، أو العلاقة الرحمية القوية بين الجد الحاج حمزة بن محمد اليوسف وجدته أم أبيه الحاجة شاهة بنت محمد بن يوسف المكينة على رواية أخرى.
وكانت معرفتي بذرية ابن العم الحاج حسن بن أحمد الخير اللَّه منذ الطفولة ومنهم: ابن العم الحاج أحمد بن حسن الخير اللَّه الذي كان له تواصل اجتماعي بارز، وممن تشرف بالإشراف على خدمة المسجد الجامع الذي بفريج الرفعة الشمالية، إضافة إلى ترميم الترب الحسينية، كما كان حملداراً لزيارة العتبات المقدسة. وكذلك عبر ابن العم الشيخ علي بن حسن الخير اللَّه، الذي استمعنا كثيراً لمنبره الحسيني، وسمعنا له القصائد الأدبية بالاحتفالات ورثاء العلماء وغيره، وعبر ابن العم الحاج حجي بن حسن الخير اللَّه، التي كانت لنا معه جلسات وذكريات جميلة في بقالته التي تطل على الخر بالقرب من المسطاح المعروف والمشهور بفريج الرفعة الشمالية. وأما الشاب الحاج محمد حسين بن حسن الخير اللَّه أتذكره في طفولتي يعمل في منجرة الحاج عائش بن صالح الحرز، ثم سمعتُ بالحادث المؤلم الذي تعرض له وكانت على إثره وفاته. وفيما بعد توسعت علاقتنا مع ذريتهم، ومنهم ابن العم الغالي المهندس حسين بن الشيخ علي الخير اللَّه.
وهناك محطات كثيرة جمعتنا مع ابن العم المهندس حسين بن الشيخ علي الخير اللَّه في الأوساط الاجتماعية من مناسبات، وضيافات، ولقاءات، وفي موسم الحج، ومشاركات في الاحتفالات ولعل من أبرزها ما يلي:
(1) لقاءات التشكيلة النخبوية التي كانت تجتمع بشكل دوري في منازل المؤسسين لها، بمحضر سماحة الشيخ حسين بن صالح العايش البراك ومن نجومها:
الدكتور أحمد اللويمي، والدكتور حسين البطيان، والسيد أحمد الحسن، والحاج عبد المجيد الشبعان، والمهندس عبد الرحيم البخيتان، والحاج علي بن أحمد الغانم، والحاج راضي بن خضر بو مجداد. فكنا نحضر في تلك اللقاءات مع الحاج توفيق بن حسن الأشقر، واستضفنا تلك النخبة بمنزلنا في حي الملك فهد منطقة د، ولا شك أننا استفدنا كثيراً من الموائد الفكرية التي تعرض في تلك الجلسات.
(2) المأتم الحسيني الذي كان يشرف عليه ابن العم المهندس حسين الخير اللَّه، ومنه نلتقي بالنخب والاستماع لبعض المحاضرين المتميزين والأكاديميين المختصين، وكنا قد شاركنا في ذلك المجلس المبارك بكلمة عن الاستعدادات للانتخابات البلدية في دورتها الثالثة. كما كنا نلتقي في ذلك المجلس بالأستاذ الخبير محمد علي بن علي الغريب، ومنها حصلنا على الكثير من المعلومات عن سيرته وعن أهالي فريجه فريج الرفعة الشمالية.
(3) مركز الاستشارة الأسرية: كان لنا شرف العمل التطوعي في مركز الاستشارة الأسرية تحت مظلته الإدارية بمجلس الإدارة، ورأينا فيه الحماس والتفاني والبذل والمتابعة والسعي للتطوير من أداء المركز، وكان أذناً صاغية لكل فكرة تنموية يمكن ترجمتها على أرض الواقع، وما يوقفه بين الحين والآخر هو مرضه ندعو له بالشفاء والعافية.
(4) تشجيع العمل التطوعي: لكونه شخصية منتجة فهو يشجع الشباب على الإنتاج، ترى ذلك في قائمة من الأسماء شجعهم على العمل الخيري، وكان من فضل اللَّه أن كنتُ أحدهم، فتراه يشجعني على ترجمة هذه الشخصية، وعلى لفت النظر تجاه ذلك السلوك، وعلى أهمية توثيق ذلك الرمز، وعلى أهمية التفرغ لإدارة مركز الاستشارة الأسرية، وغير ذلك.
وأما ما لفت نظري في شخصه فيمكن إيجاز ذلك في نقاط:
(1) رجل ولائي من الطراز الممتاز، ويتضح ذلك جليّاً في تبنيه المشاريع الحسينية أو ما يسهم في تطوير المجتمع.
(2) كرم النفس في ضيافته، وممن يتفاعل مع المشاريع الخيرية ودعمها، ولا أتذكر أنني رجعتُ إليه في دعم إلا ويسهم فيه وفي حدود إمكانيته.
(3) ممن يحمل همّ مجتمعه، ويعمل ما بوسعه للقيام بواجب المسؤولية تجاهه.
(4) جادّ في عمله لا يقبل المجاملة التي تعارض مبدأً أو تصرفاً ينحرف عن هدف أعلن عنه أو تعامل بأكثر من وجه.
(5) يتمتع بشخصية تحترم من تتعامل معه وصاحب قلب طيب.
كما أنني رغبتُ قراءة شخصيته بتوسع فاعتمدتُ على أقرب صحبه وممن كتب لي في شخصه:
(1) الشيخ حسين بن صالح العايش سماحة:
هناك سجايا حميدة، وخصال كريمة اتصف بها أخونا الغالي أبو علي:
(أ) التقوى والالتزام، وقد طبعاً شخصيته، حيث يظهران في تعامله مع الناس.
(ب) التواضع الجم ويتجلى ذلك في تقديره لأصدقائه ومحبيه ومن يتعامل معهم.
(ج) الكرم فهو كريم بطبعه لا يتأخر في بذل المال والوقت للجميع، وهو مصداق للمزنة التي تهطل على الأرض الخصبة والسبخة.
(د) حبه وعلاقته بأهل البيت عليهم السلام، ويبرزه بإقامة التعزية وبذل الطعام في مآتمهم وزيارتهم .
(2) السيد أحمد الحسن:
حسين الخير اللَّه وما أدراك ما حسين.. ينطبق عليه المثل رب أخ لك لم تلده أمك.. وزيادة لن ولن تلده أم أخرى….
رجل ذو أخلاق عالية السقف، وشخصية مميزة…، رجل فيه أخلاق القرآن الكريم وتابع للعترة الطاهرة، فيه حب مميز في حب أهل بيت محمد، حيث إنه يحيي جميع المناسبات من مواليد ووفيات لهم عليهم الصلاة والسلام. تعرفتُ عليه منذ المستوي الابتدائي
وما تحويه من معنى ناصع،… وحينما صار شابّاً وجدتُه ولداً مؤدباً
يافعاً ورجلاً كاملاً لم أره يزعل ولم يزعل، رجل حبيب للجميع أحببته وأحبني، ساندته ووجدتُه خير ساند… وجدتُه ظلي حينما لا أجد ظلّاً… وجدتُه ظهري وقامتي حينما لا أجد متكأً،
حسين شاب عصامي يتميز بذكائه، محترم ذو شخصية جديرة لا يعرف المجاملة، يتميز بشفافية يعطي آراءه واضحة جدّاً، وإذا سئل يتفانى بتحصيل الإجابة الصحيحة من مصدرها الصحيح.. يلتزم بدقة المواعيد بحذافيرها… يعد أحد الكفاءات النادرة من علم وخبرة وفنّ في عمله كمهندس مختص في المحركات الكهربائية وغيرها من الأجهزة الكهربائية المعقدة لشركة أرامكو السعودية العملاقة.
رجل صاحب حضارة مدنية إسلامية، قوي الشكيمة، صادق في القول، عادل في أعماله وتعامله.
حسين رجل لا مثيل له، ولن تري عيني مثله في البر لوالديه رحم اللَّه والده، حيث اهتم به في صغره، وكذلك وهو شاب، واعتنى به ووالده مريضاً، وكذلك يقوم بوالدته وبره بها عظيم… محب لأهله… و لأولاده الذكور والإناث، كريم معهم، عطوف حبيب متواضع لين الجانب، هنيئاً لمن تربى وتخرج من جامعة بيته، أعطى من المساندة والدعم لإخوانه وأخواته، وقام بهم خير قيام وساندهم مساندة الأب، وكذلك عائلة الخير اللَّه حيث وحدهم وخلق المحبة والتواضع بينهم، حيث ظهرت عائلة الخير اللَّه بأنصع وجه، ولا ننسي أصدقاءه حيث سطر أحسن المعاني في الصداقة، وما تحتويه من مفردات.
عملتُ مع أبي علي في كثير من الأنشطة الاجتماعية وأتذكر منها:
*اشتركتُ معه في مركز الفيصلية التابع لجمعية البر الخيرية عام: 1991م في تشكيل لجان الفقراء والمعوزين، وبعدها أسسنا لجنة الأيتام، وتم تطويرها حتى أصبحت تنافس أفضل لجنة في الشرقية من بلادنا، ولجنة مودة ورحمة للزواج الجماعي بالهفوف، وأسسنا حملة الحج وشغلناها كذلك تحت مسمى قافلة التقوى للحج والعمرة، وكل ذلك قربة لله تعالى دون مقابل مادي أو وجاهة… وبعدها توسع العمل في كفالة أسر السادة، وبناء منازلهم المهدمة في نطاق الأحساء، وتم كذلك تشكيل لجنة إصلاح ذات البين، ومركز الاستشارات الأسرية، وأعلم عنه الكثير من المشاريع الخيرية المكلفة ماديّاً من جيبه الخاص، وأعرف عن يديه أنهما مبسوطتان لعمل البر والخير، حيث أنه أمرني بعدم الكلام عنها، ولا يعلم عنها إلا اللَّه عز وجل.. حفظ اللَّه أبا علي وأطال عمره.
(3) الحاج عبد المجيد الشبعان:
أهم ما يشدني في هذا الشخص المؤمن العزيز على قلبي هو كثير من الإيجابيات التي قلما تجدها ممن حولك، ولعل من أبرزها:
( أ ) الشفافية في شخصيته، فهو كما تراه وتسمعه لا يتغير بتغير الظروف.
(ب) إيمانه القوي الذي لا يتزلزل.
(ج) حبه لأهل البيت وذوبانه فيهم.
(د) وضوح الرؤية بالنسبة إليه، فلا تجد عنده ضبابية في الرؤية عندما تصطلمه المدلهمات.
(هـ) وقوفه مع إخوانه وأصدقائه في أوقات الشدائد.
( ز ) تفاعله مع الضعفاء والفقراء والمحتاجين والبذل بكرم وسخاء.
(س) تفاعله مع نشاطات المجتمع وخدمة الناس وبذله الوقت والمال في هذا السبيل.
(4) المهندس عبد الرحيم البخيتان:
الأخ أبوعلي له بصمات في العمل التطوعي، ومنذ زمن رئاسته للجنة الأيتام بمركز الشعبة التابع للجمعية الخيرية، وقد قفز به قفزات في طريقة التعامل مع الأيتام، وتنفيذ رحلات ترفيهية متميزة، فيه صفات المتقين التي ذكرها أمير المؤمنين في خطبه، وهو طيب القلب خدوم متسامح في كثير من الأمور، خشن في وقت تشخيصه الحاجة إلى القوة. ومن النعم الإلهية علي أن منحني اللَّه أخاً لم تلده أمي، لا يزال قلبي يحمل حروفه، وتسكن روحي حينما تعصف بي بلاءات الدنيا بمجرد سماع صوته، وتطمئن روحي برؤيته..
(5) المهندس محمد بن الشيخ علي الخير اللَّه:
للأخ ولد أسماه علياً ولد مريضاً، وبعد خمسة عشر سنة من القيام بشؤونه على أكمل وأجمل ما يرضي اللَّه انتقل إلى الرفيق الأعلى جعله اللَّه له شافعاً يوم القيامة، وأجزل له العطاء والمثوبة على هذا البلاء الجلل…
منذ نعومة أظفاري والأخ أبوعلي كان مربياً لنا حين كنا صغاراً، إخوته ومثلاً أعلى لنا في الأخلاق الرسالية، وهو بحق من مصاديق (شديد في ذات اللَّه) فالخطأ البين لديه مرفوض ولا يداهن في ثوابته…
للأخ أبي علي روح أدبية ذواقة، بدأ معها بكتابة الشعر العربي العمودي المتقن الحياكة، والفن الأصيل، ولكن لحبه وإخلاصه العمل في شركة أرامكو أشغله عن ممارسة هذا الفن، فضلاً عن تنميته، وأعتقد أنه استبدله بمدونات ومخطوطات أدبية تنفثها قريحته بين الفينة والأخرى…
– أما عن ملخص سيرته الذاتية فهي تتمثل في الآتي:
– المهندس حسين بن الشيخ علي بن حسن الخيرالله
– ميلاده سنة: ١٣٨٠ هـ
– في الأحساء بمدينة الهفوف بالرفعة الشمالية
– الحالة الاجتماعية: متزوج وعنده ابن وخمس بنات.
– الدراسة: مدرسة الإمام علي بن أبي طالب الابتدائية
– مدرسة المتوسطة الحديثة.
– التحق بشركة أرامكو السعودية،
– مدرسة ثانوية الهفوف، صف أول و ثاني ليلي فقط.
– بعد ما أنهى مقررات شركة أرامكو الدراسية ابتعث إلى
– جامعة بورتلاند بولاية أوريغون بالولايات المتحدة الأمريكية في بكالوريوس الهندسة الكهربائية
– الوظيفة: عامل صيانة في معمل الغاز بشدقم.
– مهندس كهربائي في شركة أرامكو السعودية
– مهندس تشغيل أعلى بمعمل الغاز بشدقم
– رئيس وحدة المهندسين الأخصائيين بمعمل الغاز بشدقم
– تقاعد عام: ١٤٢١هـ
الأنشطة الاجتماعية:
– مراقب بمدرسة التعليم الديني بإشراف العلامة الشيخ محمد الهاجري لطلاب الابتدائية والمتوسطة في الفاضلية، إلا أنه لم يكتب لها الاستمرار طويلاً.
– مقدم خطيب للوالد الشيخ علي الخيرالله يلقب بالمُلا الصغير في الهفوف وبعض القرى.
– مشرف لمركز بورتلاند الإسلامي بعد تأسيسه مع مجموعة من المؤمنين.
– مشرف الزواج الجماعي بالهفوف بإدارة السيد أحمد الحسن.
– رئيس لجنة كفالة اليتيم بمركز الفيصلية بجمعية البر الخيرية.
– رئيس لجنة كافل اليتيم بمركز الشعبة بالمبرز بجمعية البر الخيرية.
– رئيس مركز الاستشارات الأسرية بالمبرز بعد تأسيسه مع مجموعة من المؤمنين.
– باحث اجتماعي عن أحوال السادة والمحتاجين عند بعض الوكلاء.
– مشرف ومراقب في لجنة حماية المسجد بجامع آل الرسول بالمبرز.
دورات وتحصيل:
درس الخطابة على يد والده الشيخ علي الخيراللَّه وقرأ معه مدة سنتين، وكان يرافقه في مدينة الهفوف وبعض القرى وأكثر قرية قرأ فيها هي قرية بني معن، وكان مشهوراً فيها بالملا الصغير. وقرأ بعض المرات أمام الشيخ حسن الجزيري والخطيب المُلا أحمد بن خميس في سيهات..
درس الرسالة العملية عند الشيخ رضا الهلال، ودرس الرسالة واللغة عند الشيخ محمد الحاجي محمد، ودرس الفقه واللغة وبعض حلقات الأصول عند العلامة الشيخ عبد اللَّه الدندن، ودرس العقائد عند الشيخ عبد المنعم الهجري.
طبعاً هذه الدروس لم يكتب لها الاستمرار، و لم تستمر أكثر من أشهر.
وقفة موسعة:
ولد في الرفعة الشمالية ودرس المرحلة الابتدائية في مدرسة الإمام علي بن أبي طالب، ودرس المرحلة المتوسطة بالمدرسة المتوسطة الحديثة، وكانت لها حافلات تقل الطلاب، وكانت تمنح مكافأة شهرية مبلغ: ٣٠٠ ريال، بعد التخرج من المرحلة المتوسطة تم الالتحاق بشركة أرامكو السعودية، وحيث كانت رغبة إكمال الدراسة قائمة، وتم الالتحاق بالثانوية العامة في الهفوف ليلاً، والحصول على شهادة ثاني ثانوي، ولم يكمل الثالث لبعض الظروف منها تغير المنهج وتوحيد الاختبار النهائي في الكتاب بكامله، في الوقت نفسه أكمل دراسة مقررات شركة أرامكو بنجاح ومعدل ممتاز واجتاز اختبار التوفل، وحصل على بعثة لدراسة الهندسة الكهربائية.
تم القبول في جامعة بورتلاند بمدينة بورتلند بولاية أوريغون، وأمضى أربع سنوات مع زوجته وابنتيه، كانت الحياة في أمريكا نقلة حياتية مختلفة وجيدة، حيث التقى بالمؤمنين من مختلف البلدان الإسلامية وعاش اختلاف الثقافات، واكتسب خبرات الحياة في الغربة، لم يكن في بورتلند في ذلك الوقت مركز إسلامي يتبع مذهب أهل البيت، فعمل مع بعض المؤمنين المتواجدين هناك وتم استئجار شقة وتسميتها بمركز بورتلند الإسلامي، وكان ضمن اللجنة الإدارية في المركز والمسؤول الثقافي فيه.
هذا المركز كان فاتحة خير على المؤمنين حيث ضم جميع المؤمنين من بورتلاند والمناطق القريبة منها، يلتقي المؤمنون وعائلاتهم، وتقام المناسبات الدينية بدءاً من صلاة الجماعة ودعاء كميل ليالي الجمعات والدروس والمحاضرات، وكان ملتقى الزائر والمقيم، وفيه يتم توفير اللحوم المذكاة والكتب وغيرها. وعمل المؤمنون المتواجدون هناك على شراء مبنى دائم، ونقل هذا المركز إليه ليكون مركزاً دائماً للمؤمنين في تلك البلاد.
ولما وصل البلد انخرط مع بعض المؤمنين في بعض الأعمال الاجتماعية منها: لجنة الزواج الجماعي المسمى بلجنة مودة ورحمة تحت إدارة السيد أحمد الحسن، وتم تنظيم المهرجان الكبير وهو المهرجان الثاني على مستوى مدينة الهفوف للزواج الجماعي إلا أنه لم يكتب له الاستمرار لبعض الأمور..
ثم التحق بجمعية البر مركز الفيصلية تحت إدارة الأستاذ عبد الكريم آل أبي خمسين. وفيها تم إنشاء و إدارة لجنة كفالة اليتيم مع مجموعة من المؤمنين من أمثال: السيد أحمد الحسن، والأستاذ عبد المجيد الشبعان، والدكتور أحمد الحمادة، والشيخ محمد الحرز، والأستاذ مبارك الرمل.
ثم -بطلب من مركز الشعبة بالمبرز لإنشاء لجنة خاصة للأيتام- التحق بمركز الشعبة تحت إدارة المهندس عبد الرحيم البخيتان، وتم إنشاء وإدارة لجنة كافل اليتيم مع مجموعة من المؤمنين أمثال: أستاذ علي الصعيب، وأستاذ صالح الخضير، والمهندس صالح السماعيل، وغيرهم. كانت اللجنتان في مركز الفيصلية والشعبة مأوىً وملاذاً آمناً للأيتام، وبكل ثقة أقول: تم نقل الأيتام نقلة نوعية بكل ما تحمل هذه الكلمة، فكان اليتيم يتلقى مختلف الدعم والعناية مادية، وحياتية وسكنية، وتعليمية، وطبية، ونفسية، لما خصت الشريعة المقدسة كافل اليتيم بالأجر العظيم، وهو مرافقة الرسول، توالى الدعم السخي من المؤمنين على الأيتام من كل جهة ومكان، حتى إن البعض كان يكفل أكثر من يتيم ويوجه له الدعم السنوي بلا انقطاع. وأذكر الوجيه الأستاذ محمد بن موسى آل أبي خمسين مالك مصنع الرأي للألبان يكفل في الهفوف خمسين يتيماً، وولده يكفل عشرة أيتام، وفي المبرز يكفلون ثلاثين يتيماً، ودعمه مستمر بلا انقطاع أو تأخر. مثلهما ومثل الأستاذ عبد المجيد النمر الذي دعم هذا المشروع، ورفعوا حالة الأيتام ومستواهم، حتى سمعنا بعض الفقراء يتمنى اليتم ليحضى بهذه المزايا، حفظهم اللَّه وحفظ آباءهم من كل سوء.
ومن البحث الميداني والإطلاع على حالات المحتاجين وأيضاً تيسر حالة كثير من الفقراء والمحتاجين بعد رفع مستوى الضمان الاجتماعي وإقرار حافز، فترك الجمعية مع بعض النشطاء الاجتماعيين مثل: المهندس عبد الرحيم البخيتان، والأستاذ علي الصعيب، والدكتور طارق الخليفة، والأستاذ إبراهيم العبد الرضا، وتم إنشاء مركز الاستشارات الأسرية، تابع للجنة التنمية الاجتماعية باليحيى والمسعودي في عام: ١٤٣١هـ. وتم زيارة المراكز المماثلة في المنطقة وفي القطيف وفي غالبية دول الخليج للاطلاع على خبراتهم والبدء من حيث انتهوا، وفي بداية عام: ١٤٣٢ هـ تم افتتاح مركز الاستشارات الأسرية. وتم استقطاب المستشارين والمدربين أمثال الشيخ ناصر العمراني، والدكتور حسين البطيان، والدكتور علي الخرس، والدكتور جعفر العباد، والأستاذ علي العباد، والأستاذ علي آل أبي خمسين، والأستاذة معصومة العبد الرضا، والأستاذة بدرية الحسيني وأمثالهم من الأسماء اللامعة في دنيا الإرشاد والتدريب وإصلاح ذات البين.
وبلغ عدد المستشارين والمدربين من الرجال والنساء ثلاثة وعشرين مدرباً يتدرجون بين حاملي درجة الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس ودبلوم الإرشاد الأسري. وكلهم ولله الحمد متطوعون أجرهم على اللَّه تعالى. واستمر المركز في إصلاح ذات البين، وحل المشاكل الزوجية والتربوية والنفسية بنظام قل ما يتوفر في أفضل المراكز، من حيث التنظيم والإدارة والتنسيق بين أعضائه. وتم وللَّه الحمد علاج وحل مشاكل أكثر من: ١٢٠٠ حالة وتهيئة وتدريب أكثر من: ٢٠٠٠ مقبل و مقبلة على الزواج (حتى تاريخ كتابة هذا التقرير).
وكان الفضل في التشجيع والدعم والمساندة لسماحة الشيخ حسين العايش، والسيد هاشم السلمان، والأستاذ علي الحمد، مدير مركز التنمية الاجتماعية، والأستاذ علي بودريس، رئيس لجنة التنمية الاجتماعية باليحيى والمسعودي. طبعاً ولا ننسى المستشارين الذين لولا وجودهم وتفانيهم لما تم هذا النجاح. دائماً ما أطلق عليهم بالسحرة لتأثيرهم السحري والقوي والفعّال على المسترشدين.
خاتمة:
إضافة إلى إدارة مركز الاستشارات الأسرية، لايزال باحثاً ومساعداً لبعض الوكلاء في معرفة المحتاجين، وبالذات السادة الكرام وتحديد مدى حاجتهم. وأيضاً بالمساعدة مع السيد أحمد الحسن، إنشاء لجنة ترميم البيوت وعمل في ترميم بعض البيوت الآيلة للسقوط في بعض القرى.
ولما دعت الحاجة الى وجود لجان حماية المساجد والمصلين، انضم للجنة حماية جامع آل الرسول في المبرز مفتشاً ومراقباً ومشرفاً.
حفظ اللَّه ابن العم مهندسنا وحبيبنا حسين الخير اللَّه، وندعو له بالشفاء والعافية، وأن يستمر في خدمة مجتمعه، فهو بحاجة له وهو أهل لذلك.
27/11/1438هـ