الصَبـاح الكسِــير
ناصر الوسمي
فِيْ رثَاء الحاج خليفة حسين الجعيدان .. الذي عرفناهُ رجلًا كريمًا وإنسانًا وَادِعًا .. رحمه الله رحمة الأبرار وحشره في زمرة الأئمّةِ الأطهار .
أَنْعَـاكَ أمْ أنْعَى الصّـبَاحَ كسِـيرا ؟!
أَمْ أنْـثرُ الوَجَـعَ السّخِـينَ غَـزِيرا ؟!
تَنْهلُّ مِنْكَ السُّحبُ مَحضَ مَـرَارةٍ
بالكونِ إذْ يُجرِي الدّمُوعَ سَـعِـيرا
أذْكى اللِّهيبُ الحُزْنَ وَسْطَ أضَالعِيْ
وَالجَـمْـرُ يُشْعلُ قَـلْبيَ المَجْـمُورا
جَرّدتَ ثَوْبَ السّعدِ مِنْ جسَدِ الدُّنا
وَقَلَبـتَ عُـمـرَ السُّـنبُـلات هَـجِـيرا
أَسْـوَارُ مَـوْتِـكَ بالجَـوَى منصوبةٌ
كم مِنْ جِـرَاحٍ مِـنكَ تبني السُّورا !!
أخْرَسْتَ صَوْتَ (العندليبِ) بِحيِّنا
وَاللّحنُ سَـيفٌ يَـذْبَـحُ (الشُّحرورا)
لمّـا ابْتَـعـدتَ كـنَـسْـمـةٍ عَـنْ دَارِنا –
الجُــودُ ينْـعَـى عِــزَّكَ المَـهـجُـورا
وَتَلاشَتِ الأنْـوارُ عَنْ وجَهِ الضُّحَى
وَاللّيـلُ يخْـنـقُ فِيْ أسَـاكَ الـنُّـورا
وتركـتَنا فِي العُـمرِ نسكنُ جُرحَـنا
وَرَحـلْـتَ تسكنُ في التُّـرابِ قُـبُورا
يا ابنَ (الجُعَـيْدَانِ) الأصِيلِ بطبعِهِ
تخْـتَالُ ضَـوْءًا يُرعــبُ الدّيجُـورا
هذي (الرّيَاضَةُ) وَ (المَلاعِبُ) بالشّجَى
تبكيْ نشِـيجًا .. فَــخْـرَها المَشْـهُورا
وَ(الجَـرنُ) تَشْكُو مِنْ لَوَاعجِ صَبرِها
فَـقـدَتْ بِـفـقـدِكَ فِي الغِيِابِ بـدورُا
أنتَ (الخَلِيفَةُ) كَمْ حَـمَلْـتَ تُـرَاثَـنَا !!
شَـأْوًا ، وَتَـبْـنِـيْ للكِـفَـاحِ جـسُـورا
أَعمَيْتَ عَينَ البُؤسِ فِيْ دُنْيَا الإِخَا
وَارتَـدَّ بَـعـدَكَ فِي المَـمَـاتِ بصِـيرا