سماحة الحجة الشيخ علي الدهنين علم من أعلام هجر
زاهر العبدالله
الشيخ العالم الفقيه المشهود له بالاجتهاد، علي الدهنين -حفظه الله ورعاه -ثقة المراجع وعينهم الناظرة.
امتاز الشيخ بعدة خصال:
١-أنه تربى على أيدي أساتذة كبار وفحول العلم والمعرفة في الحوزة العلمية بالنجف الأشراف أمثال زعيم الطائفة السيد أبو القاسم الخوئي، والسيد عبد الصاحب الحكيم، والشيخ مرتضى البروجوردي، وغيرهم.
٢- مارس الخطابة منذ نزوله من النجف الأشرف، وكان مجلسه عامراً بالحضور الكثيف جداً جداً، حتى كانت الحسينيات لا تكفي مجلسه، فبدأت المجالس الحسينية تعقد في الشوارع كما حصل في القارة وغيرها من البلدات.
٣- يدرس البحث الخارج لسنوات عديدة ربى فيها علماء، وأجاز بعضهم ،وكان حريصاً على دعم أهل الفضل والتميز منهم، ومن أبرز تلاميذه:
الشيخ حيدر السندي، والشيخ حسن الهودار، والشيخ عبد الرؤوف القروقوش، وغيرهم العشرات، ولا يزال الدرس والتدريس نهجه وتعليمه ومسيرته.
عنده قدرة هائلة في حفظ المسائل الشرعية لمختلف المراجع المتصدين، ويرجع له في عويصات المسائل واصعبها.
٤- من سجاياه: التواضع الشديد، وحسن السيرة وجمال الأخلاق، وغزارة العلم، وحب العلم وتشجيع العلماء وحثهم وتوجيه الشباب وحثهم على التعمق أمور دينهم، وأخذ ذلك من منابعها الأصيلة.
٥- يجل أهل الفضل من العلماء ويحترمهم ويعرف حجمه أمام مراجع الطائفة، فلا يتعدى قولهم، ولاينقص قدرهم، ووقته مشغول بما ينفعه، يعشق السائل ويحب المستفهم وقرة عينه الإشكال ورفع الشبهة عن المؤمنين.
٦- رجل غيور جداً جداً على دينه، تقي ورع، يكره السمعه والمدح والثناء عليه أمامه، طويل همه، بشره في وجهه، وحزنه في قلبه.
٧- قوي في الحق، ساطع الحجة، بليغ البيان، جميل المعاشرة، حليم هو في الزلزال، وقور، وفي المصائب صبور، القريب منه من يُحب العلم والتعلم والمحصل الجاد، لا يميّز أحداً على أحد،
له تقريرات متينة ورصينه على أهم الكتب الأصولية والفقهية.
٨- عالٍ في أخلاقه، حليم على جهل المتعلم، ولايمل من السؤال. راحته في القراءة والمطالعة والبحث في المطالب العلمية. لم يَدَّعِ لنفسه مقام علمي، ولم ينتصر لذاته على منبر، خادم وفي للإمام الحسين عليه السلام، ودائم الشكر لله رغم كل المحن من هموم وأمراض وعظيم مسؤليات على عاتقه.
هذا قليل مما أعرفه عن هذا العالم الجليل حفظه الله ورعاه من مزالق الفتن