أقلام

شاي مموسق

رباب حسين النمر

همسُ انسكابِ الشاي أنعشَ خاطري
لمّا تدفَّق دافئاً مُتعطّرا

من جوفِ إبريقٍ تدفأ يصطلي
حتى تخدّرَ رائقاً مُتجمِّرا

مزجوه ورداً قد تعتّق بالنَّدى
فانسابَ سحريّاً بهيّاً أسمرا

وهوى إلى النِّعناعِ يحتضنُ الشَّذى ..
واختالَ في كوبٍ (تخصَّرَ) أحمرا…

ذهبيًةٌ دارت تذيبُ رحيقَهُ
سُكْراً، وعزفٌ كالخيالِ تسطَّرا

يا حبّذا شايُ الخريفِ إذا دَنَا
منه الغروبُ ولونُه مُتبخترا..

فتحلّقَ الأحبابُ حولَ عذوبةٍ
والدفءُ ملءُ قلوبهِم متجذِّرا

ما بين مكتحلٍ بنظرةٍ عاشقٍ
أو والهٍ عبرَ المسافةَ مُعسِرا

ذابت على الأشواقِ روحُ لقائِهم
فتدفّقوا بوحاً لذيذاً مُمطِرا..

وسَقَوا غرامَ الروحِ كأسَ مودَّةٍ
عذبَ الحديثِ، وكلَّ وجهِ مقمِرا

بستانُ شايِ القلبِ جُنَّ حلاوةً
لمّأ تزيّن عطرُه نيلوفَرا

وغدى جدائلَ ياسمينَ يحفّه النّّ-
-سرينُ شوقاً للحياةِ تبعثرا

الشايُ طوبى للأنامِ وجنّةٌ
سقطت إلى الدنيا، وحقلاً مُزهِرا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى