الشيخ الصفار يؤكد على تأهيل المعاقين وادماجهم
مكتب الشيخ الصفار: القطيف
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار المجتمع أن يهتم بذوي الإعاقة وبث ثقافة احترامهم ومساعدتهم وتأهيلهم لدمجهم في الحياة.
وتابع: وعليهم أن يعلموا أن هذا الاهتمام هو من أعمال البر، بل من أفضلها.
جاء ذلك خلال خطبة يوم أمس الجمعة، في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية، وكانت بعنوان: تأهيل ذوي الإعاقة وإدماجهم في المجتمع.
وبمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي أقرته الأمم المتحدة في الثالث من ديسمبر منذ عام 1982م، قال سماحته: الإعاقة قد تكون جسمية فيزيائية، كأن يفقد الإنسان بعض حواسه أو أعضائه.
وتابع: وقد تكون إعاقة عقلية كصعوبة الفهم والإدراك. وقد تصنف بعض الاضطرابات النفسية حالة إعاقة.
وأضاف: لا يخلو مجتمع بشري من وجود شريحة من المعاقين فيه أو من يطلق عليهم ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تشير التقارير إلى وجود مليار معاق من سبعة مليارات نسمة يعيشون في العالم.
وأوضح أن الإعاقة قد تصحب الإنسان منذ قدومه لهذه الحياة، وقد تطرأ على حياته بسبب من الأسباب كالحروب والكوارث الطبيعية والحوادث المختلفة كحوادث المرور. وقد تحصل الإعاقة بسبب تقدم السنّ.
وأبان أن وجود الإعاقة عند بعض البشر هو جزء من نظام الحياة، ونتيجة لوجود سنن وقوانين تحكم الكون والحياة، وهي ليست أمرًا اعتباطيًا.
وتابع: كلما اقتربت البشرية من اكتشاف سنن الكون والحياة، واهتدت بها في تنظيم شؤونها، استطاعت تجاوز هذه المشكلة والتقليل منها.
وأضاف: الإعاقة دافع للبحث والدراسة في نظام الحياة، وتذكير للإنسان بنعم الله تعالى حينما يرى مضاعفات افتقاد شيء من هذه النعم. وهي محفز للمشاعر والأحاسيس الإنسانية الإيجابية.
وأشار إلى أهمية التذكير بحقوق المعاقين فهم جزء لا يتجزأ من مجتمعنا البشري، ولهم كل مقومات الإنسانية، وهم مكرّمون كبقية الناس.
وتابع: إذا كان المعاق مبتلى بنقص في بعض قدراته، فإنّ ذلك لا يخرجه من كونه بشرًا كسائر الناس، وهو شريك مع الأسوياء في حقّ الحياة، والتمتع بخيراتها.
ومضى يقول: إذا كان الشخص المعوق غير قادر على الوصول إلى حقوقه، نتيجة عجزه الجسدي أو العقلي، فإن المجتمع مسؤول عن توفير حقوقه وتلبية احتياجاته.
وتابع: إذا كان هناك من معيار لتجسيد القيم والأخلاق في المجتمع، فإنه سيكون في شكل التعامل الاجتماعي مع فئة ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأضاف: وإذا ما أحسن المجتمع التعامل مع هذه الفئة الضعيفة، فإنه سيكون أقرب إلى القيم الإنسانية النبيلة.
وأبان أن الشريعة أولت اهتمامًا كبيرًا بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، مستشهدًا بما ورد عن النبي وأهل بيته من نصوص تحث على احترامهم وتقديرهم.
وتابع: الدين يدعونا للاهتمام بهم. مبينًا أن في الزمن السابق كان الناس يزدرون هذه الفئة من الناس بسبب الجهل.
وأكد أننا في الزمن الحالي بفضل تقدم العلم أصبح العالم يهتم بذوي الإعاقة، وتم تجاوز حالة عزلهم، وهذا الأمر يوجهنا له الدين الكريم.
واستشهد بعدد من ذوي الإعاقة الذين تميزوا في مجالاتهم الفكرية والعلمية والأدبية على مستوى العالم، مؤكدًا أن النقص الذي عند المعاق لا يعني عجزه كليًا. لذا لا بد من مساعدته على تفجير طاقاته، فكم مِن مخترع ومكتشف ومفكر كان معاقاً.