منابر الجمعة تحذر من تزويج غير الكفء، وتسلط الضوء على هندسة التجهيل
مالك هادي: الدمام
استنكر سماحة الشيخ عبدالخالق الحاجي إمام مسجد الجامع ببلدة البطالية في حديث الجمعة لهذا الأسبوع ما يقوم به بعض الآباء من القبول بأول من يتقدم لابنتهم طالباً الزواج، تاركين السؤال عنه وعن أخلاقه، فقال الحاجي: بعد الزواج إذا لم يحترم ابنتكم ولم يقدرها ولم يرعاها، فيكسر ذاتها، فأيهما أولى: أن تبقى عزيزة في بيت أبيها أو أنها تتزوج غير الكفء فيذلها، وقد ترجع بأبناء فيكونوا حملاً على والد الزوجة.
وبين سماحته في حديثه بأن عدم القبول بالزوج غير الكفء ليس عضلاً بالبنت، فالعضل يكون في رفض الزوج الكفء الذي يحمل صفات الزوج الصالح.
وفي مسجد الإمام الحسين عليه السلام بحي الخرس في الأحساء كان حديث سماحة الشيخ إسماعيل الهفوفي بعنوان هندسة التجهيل،
فتحدث سماحته عن تغافل الناس عن إستراتيجية التضليل والتجهيل، وأنها قد تصيب أيضا أصحاب الشهادات العليا، فقال: وهي إستراتيجية قديمة استخدمت لمواجهة الأنبياء والرسل، وما منع تدوين الأحاديث ووضع أحاديث مكذوبة في التاريخ إلا أحد مصاديق هذا الأسلوب.
وأكد سماحته أن هذه الإستراتيجية مدروسة، وتقوم ضمن إيدولوجيات معينة، وهي من الحروب النفسية التي تحتل العقل الإنساني لتتحكم في برمجته وتفكيره من خلال التلاعب بالمعلومات بغرس الشك والجهل، وصناعة الرأي العام في المجتمع بما يتناسب مع أصحاب المصالح العليا.
وشدد سماحته أن نجاح هذا الأسلوب لا يكون إلا في المجتمعات التي يسودها الجهل ويفتقرون إلى الوعي، كما أشار إلى الغاية منها فقال: صناعة الإمعة والتفكير الغوغائي بعيداً عن الوعي والتفكير، فتموت روح المسؤولية.
كما تحدث سماحته عن بعض مصاديق التجهيل، وكان من أبرزها صناعة الحيرة والضياع في المجتمع من خلال التشبث بالحرية الفكرية المغلوطة، فيغلبون المؤثرات النفسية والعاطفية من خلال الحيرة، فيكتفى بالمفضول مع وجود الأفضل، ويساوى ابن المختص وغيره.
ثم تحدث سماحته عن تسطيح المفاهيم الاعتقادية، وتضعيف الأفكار النهضوية كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتشويه الدين ولاسيما في بعده التشريعي حتى يخجل الانسان من أداءها لغرض أن يربط التدين بالتخلف فيشعر المتدين في داخله بالانهزام النفسي حتى يستسلم إلى سيل من المغالطات المعنونه بالنقد التنويري، فيصل إلى استخراج دين جديد قائم على الأهواء.
ثم انتقل الهفوفي في حديثه إلى تغيير القيم الفطرية كأحد أساليب التجهيل، فقال: فيتمرد على الفطرة حتى تشاع الرذيلة وتبرر بأنها ناشئة من طبيعة خلقة الإنسان، فتغير المسميات تقبح القبيح لتخفيف تلك المنكرات.
وأشار سماحته إلى أن المستهدف من هذه الإستراتيجية ثلاثة أضلاع وهم: الأحداث، والأطفال لكونها أوعية فارغة، وتستهدف القدرات الشابة المتَّقدة، والثالث استثمار النواعم لتكون سهماً من سهام إبليس.
وحذر سماحته من أرباع المتعلمين فقال عنهم: هؤلاء يرغبون في الظهور، وتجذبهم الشهرة والبريق لها فيستغلون لتسويق النشاز.
وفي مسجد أمير المؤمنين في مدينة الهفوف تحدث سماحة الشيخ عقيل الشبعان عن الإيمان والعمل الصالح، فأكد على أن من لوازم الإيمان العمل، وأن العمل لا يتقوم إلا بالإيمان، وانتقد سماحته من يذهب إلى أن الإيمان بنفسه يكفي حتى دون عمل ، كالقول بأن الولاية لعلي بن أبي طالب عليه السلام كافية، وهي مغالطه حتى مع بقاء كون الإيمان ركيزة.
وأكد سماحته أن الإيمان لوحده دون عمل صالح قد لا يستقر ولا يبقى بنفس المستوى، فينخفض أو قد يزول، فالعمل الصالح من مثبتات الإيمان، كما أن الانغماس في الموبقات سبب في عدم استقرار الإيمان فقد يُسلب.
وأضاف الشبعان إلى أن هناك عنصراً ثالثاً إلى جانب الإيمان والعلم الصالح لثبات الإنسان على الحق والإيمان وهو الركون إلى رحمة الله، والتوفيق من الله عز وجل.
وفي ختام حديثه استعرض الشيخ الشبعان مجموعة من الوصايا المرتبطة بعمل الصالحات، من أبرزها:
1. أن المؤمن دائماً على طهارة.
2. المحافظة على الفرائض ولاسيما صلاة الفجر، وهي من إمارات الإيمان.
3. مصاحبة القرآن.
4. الاهتمام بالدعاء والمواظبة عليه.
5.إدامة الاستغفار والشكر والصلاة على النبي وآله.
6. التوسل بأهل البيت عليهم السلام وبالحسين عليه السلام خصوصاً في مجالسه .
7. المواظبة على الصدقة اليومية.
8. الاهتمام بثقافة المعارف الدينية.
9. صحبة الأخيار من المؤمنين.
10.السعي في قضاء حوائج المؤمنين.