التباين في علاج الظواهر السلبية
حسين الغزوي
في كل حقبة زمنية تواجه المجتمعات البشرية تفشي عدة ظواهر سلبية، ومن خلالها يتضح حس المسؤلية الجماعية لدى أفراد المجتمع،وبالأخص النخب الفكرية، وذلك بالقيام بدراسة تلك الظاهرة وإيجاد الحلول بعد دراسة الأسباب.
و تختلف عقليات الأفراد بالتعاطي مع تلك الظواهر.
فالبعض يكون دوره تسليط الضوء على المشكلة بأبرازها فقط دون معالجتها، بل أنه يأخذ دور الندابة أو كما يقال في لهجتنا العامية(التحرطم)، لتفريغ طاقاته السلبية و نشرها في المجتمع من خلال وسائل التواصل الإجتماعية والمجالس، و يدخل بعد ذلك بقصد أو بدونقصد في صراعات الأجيال و الفكر ووسم المجتمع بمجتمع التخلف والرذيلة الفكرية والأخلاقية.
وأما البعض فأن دوره يقتصر على رمي التهم تجاه رجال الدين بعدم القيام بواجبهم الديني، في كل صغيرة و كبيرة.
وأما البعض فأن دوره شن الغارات الخطابية القاسية والمنفرة للطرف الآخر لإعتقاده بإحسان الصنع.
ولا ننسى أصحاب النظرة الآحادية التي تنظر بعين واحدة فقط تجاه أطراف تلك الظواهر و تحميل السبب لطرفاً ما.
وهنالك فئة تؤطر خطابها بإيضاح حرمته الشرعية فقط، ولا عيب في ذلك، و لكن هذا الخطاب لا يفيد تلك الفائدة المرتجاة في العلاج.
و بعد قراءة هذه الأسطر المتواضعة يحق للقارئ العزيز أن يضع عدة تساؤلات:
هل أن الهدف من كتابة هذه الأسطر هو الدفاع عن رجال الدين؟
أو أن الهدف تحمل المجتمع المسؤولية؟
الجواب: الخيار الثاني دون الأول و بالأخص أصحاب الفكر، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس مقتصراً على فئة معينة، والفئة الأخرىمجرد شاهد عيان.