كعبة الصبر
عادل الحسين
أعزي سيدي مولاي صاحب العصر والزمان الإمام المهدي عليه السلام والمراجع العظام وجميع المؤمنين والمؤمنات في وفاة السيدة زينب الكبرى عليها السلام.
إِنَّ الْمَصَائِبَ جَمَّةٌ كَمْ تُتْعِبُ
عَجَبًا فَكَيْفَ تَحَمَّلَتْهَا زَيْنَبُ
فَلَقَدْ رَأَتْ تِلْكَ الْمَصَائِبَ كُلَّهَا
قَتْلًا وَضَرْبًا وَالنِّسَاءَ تُسَلَّبُ
وَرَأَتْ يَتَامَى الْغَاضِرِيَّةِ أُرْعِبُوا
وَبِسَوْطِ أَعْدَاءِ الْهُدَى قَدْ ضُرِّبُوا
لَكِنَّ زَيْنَبَ أَظْهَرَتْ صَبْرًا جَمِيلًا-
لَافِتًا فِي كُلِّ مَا يَتَوَجَّبُ
فَإِذَا مَرَرْتَ بِحَادِثٍ فَتَذَكَّرِ-
الْأَحْدَاثَ فِي أَرْضِ الطُّفُوفِ سَتَعْجَبُ
إِنْ لَمْ تَكُنْ جَلْدًا سَتَبْقَى فِي أَسًى
طُولَ الْمَدَى وَلَرُبَّمَا تَتَطَبَّبُ
فَاذْكُرْ مَصَائِبَ زَيْنَبٍ تَسْلَى بِهَا
كَيْ لَا تُصَابَ بِعِلَّةٍ لَا تَذْهَبُ
وَاذْكُرْ مَصَائِبَهَا الَّتِي تَهْمِي الدُّمُوعَ-
بِحُرْقَةٍ وَعَلَى الرُّبَّى تَتَصَبَّبُ
إِنَّ النَّوَائِبَ تَخْتَفِي بِنَوَائِبِ-
الْحَوْرَاءِ زَيْنَبَ حَيْثُ دَمْعٌ يُسْكَبُ
فَلَقَدْ تَرَبَّتْ فِي بُيُوتِ هِدَايَةٍ
وَتَرَعْرَعَتْ فِي حِجْرِ مَنْ يَتَوَثَّبُ
وَتَأَدَّبَتْ بِخِطَابِ أُمِّ وَالْأَبِ-
الْحَانِي الَّذِي بِالصَّبْرِ كَمْ يَتَأَدَّبُ
كَانَتْ كَوَالِدِهَا بِصَبْرٍ وَاجَهَتْ
مِحَنَ الطُّفُوفِ وَحَيَّرَتْ مَنْ يَكْتُبُ
وَكَأُمِّهَا خَرَجَتْ تُدَافِعُ عَنْ إِمَامِ-
زَمَانِهَا، وَقَفَتْ عَلَيْهِمْ تَخْطُبُ
وَرَأَتْ مُصَابَ الْمُصْطَفَى لَمَّا قَضَى
وَبِقَلْبِهَا الْمَفْجُوعِ كَانَتْ تَنْدِبُ
شَهِدَتْ ظُلَامَةَ أُمِّهَا وَسُقُوطَهَا
بَيْنَ الْجِدَارِ وَبَابِهَا إِذْ تَرْقُبُ
وَرَأَتْ أَبَاهَا الْمُرْتَضَى غَصَبُوا-
خِلَافَتَهُ الَّتِي رُسِمَتْ بِلُطْفٍ يُكْسَبُ
وَالْمُجْتَبَى شَهِدَتْ ظُلَامَتَهُ بِسُمِّ
قَاذِفًا مِنْهُ الْحَشَا وَيُغَيَّبُ
نَاهِيكَ عَنْ أَرْزَائِهَا فِي كَرْبَلَا
مَهْمَا تَعُدُّ مَصَائِبًا لَا تُحْسَبُ
فِي الطِّفِّ حَدِّثْ عَنْ عَقِيلَةِ هَاشِمٍ
مِنْ غَيْرِ حَدٍّ فَالْمَصَائِبُ أَعْجَبُ
خَلَفَتْ أَخَاهَا فِي قِيَادَةِ رَكْبِهِ
حَتَّى يَطِيبَ إِمَامُهَا وَيُطَيِّبُ