الذئب والفراشة
أنور أحمد
أنت مخلوق شرير يعيش على دماء الآخرين.
قلبك منزوعة منه الرحمة، وأنتِ من تكونين: غير مخلوق ضعيف يتنقل بين الأغصان باعثة بألوانك ومنظرك الاطمئنان، ولكن من أعطاك هذا الجمال ونزعه مني؟
هل نتبادل الأدوار ونعيش عبثية الواقع، فأهبك أنيابي وتهبينني جناحيكِ؟
لكل منا أدوات من خلالها يقتات لتستمر حياته!
قد تستثمرين مخالبي وأنيابي، وتجعلين مني مجرمًا قاسي القلب!
أريد أن أخبرك بأنني من غيرها سوف أكون في عداد الموتى، ولن يرحمني أحد. ومع ذلك أنا أحسدك على جمالك والأمان الذي تزرعينه أينما تحلين.
تخيلي معي أنكِ دون جناحين، ما أنت إلا حشرة عاجزة تركل بالأقدام.
من غير قوتِك لكل منا مصدر قوت.
أنا لدي عقل مستقل أميز به الأمور وأتقوى به على الحياة، أما أنت فْـ “تسلطي يُعَقلِن القتل” ويجعل له مبرراته ليعيش من خلاله
الواقعية التي ترمي بها. لفظت أنفاسها حينما أصبح الدم وسيلة للحياة أنت معتوه اختلطت لديك الأمور كيف تجمع الحب والدم ؟
كيف تكون الرحمة والدمار؟
انت تجيدين التخيل وتعيشين ضبابية لا صلة لها بعبثية الحياة.
أخبرتكِ أن تجردي من جناحيك،ِ وأخبريني بعدها كيف تقدرين أن تعيشي؟
إن لم تؤمني طعامك وحدود مسكنك سيتجرأ عليكِ الجميع ويفترسكِ. هذه الحياه خليط مني ومنكِ.
رحمة وقساوة جوع وشبع.
-لا توجد حياة من صورة واحده مكتملة الجمال، ففي كل صورة بقعة دم في إحدى زواياها. أخبرك أنتِ تبرر مايحلو لك، إن كان هذا هو العالم الذي ترتضينه فتبًّا لك ولعالمك
دعني أحلق بعيدًا قبل أن تلوثني مخالبك.
-أنتم كذلك لا تختلفون عن غيركم، مراوغون كاذبون! تختبئين خلف جمالكِ ونعومتكِ تصفقون لمن يحقق لكم مطالبكم وتغلقون عينيكم عن من لا نفع منه ولا يصطف معكم.
تتقلب مواقفكم مثل أطوار حياتكم. كنتِ دودة وأصبح لك جناحان تحلقين بهما وتتقوين بهما. إذن قوتك من جعلتك تخاطبينني الآن وتنعتيني بالشرير يا مضحكة. أنتِ كاذبة تدعين ما يخالف فطرتك المستعمرة.
لحظه قبل أن تغادرين أريد أن أقدم لك نصيحة يا جميلة:
لكل منا دورة في هذه الحياة، ولا تجهدي نفسك بالبحث عن المدينة الفاضلة، فهي طموح الحالمين.