الشيخ صالح آل إبراهيم
وقفة في الفكر والاجتماع (٢٠)
يعتبر القرأن الكريم “التقوى” أفضل ضابطة لسلوك الإنسان ومواقفه، وعلاقاته الاسرية والاجتماعية، وهي سر التعايش الآمن، والاستقرار والانسجام في حياة الناس، وأساس في صون علاقاتهم وحفظ حقوقهم .
قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾.
والتقوى تعني التوقي والحذر والخوف من العواقب الدنيوية والأخروية، وفقدانها يعني الانفلات في الاقوال، والافعال، والمواقف، والعلاقات.
لذا كما نحن بحاجة للتقوى العبادية في علاقتنا مع ربنا، فنحن بحاجة ماسة أيضًا للتقوى الاجتماعية في علاقتنا مع الناس.
ولنقف هنا مع بعض الصور الواقعية التي هي بحاجة الى ضابطة التقوى الاجتماعية :
الصورة الأولى:
حالات التعدي، والعنف، والظلم، والإساءة، والنزاعات الزوجية، والاسرية، والاجتماعية التي يعج مجتمعنا وأروقة المحاكم بها.
الصورة الثانية:
سرقة جهود وإنجازات الآخرين المعنوية، والفكرية، والمادية .
الصورة الثالثة:
إطلاق الأحكام، واتخاذ المواقف من الآخرين، والتي قد تصل إلى القطيعة والعداوة.. بناءً على سمعت، أو قالوا، أو لإختلاف في الرأي والموقف، بدون أن نتعب أنفسنا بالسؤال، والاستماع، والتحقق، والتثبت، وفهم وجهات النظر ، وحفظ حق الاختلاف .
أخيرًا نحن بحاجة أكثر إلى تفعيل التقوى الاجتماعية والحياتية، ومراعاة حقوق الآخرين، فهي مقدمة على التقوى العبادية ومؤدية لها . عن النّبي (ص) قال: “جماع التقوى في قوله تعالى: (إِنّ اللّه يأمر بالعدل والإِحسان).
