السيد السلمان.. العلم وحده لا يُعد من الإيمان
آمنه الهاجري – الدمام
أوصى إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين (ع) بحي العنود السيد علي الناصر السلمان، بخطبته ليوم الجمعة المنصرم، الحاضرين بتقوى الله، والتزام أوامره واجتناب نواهيه، والسعي في نيل أقصى درجات الإيمان به وتحقيق رضاه.
وأردف السيد: عباد الله! إن طبيعة الإنسان المادية تجذبه إلى الأرض وما يرتبط بها من ماديات.
لكنه إن تحلى بالتقوى أدرك المقامات العليا في الآخرة، ونال الجنان التي تجري من تحتها الأنهار.
وأضاف السيد السلمان قائلاً: الله جلّ علاه وصف بمحكم آياته ست صفات للمتقين وهي: {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}.
مستطرداً سماحته: الإيمان -عباد الله- هو الذي يقود الناس إلى الارتباط بالله، وإلى تحسين أخلاقهم، وإلى العمل الذي يرضي الله. فالإيمان في حقيقته هو العلم الذي يوصل الإنسان إلى اليقين بتوحيد الله سبحانه وتعالى، واليقين بالعقائد والشرائع التي جاء بها المصطفى (ص)، على نحو يكون لهذا العلم وهذا اليقين تأثير في سلوك الإنسان، ليعمل ما يرضي الله سبحانه وتعالى.
ونوه السيد السلمان: عباد الله! العلم وحده لا يعد من الإيمان إلا إذا قاد الإنسان إلى العمل. فالمؤمنون هم الذين يعتقدون بالحق اعتقاداً حقيقياً، ثم يتأثرون به، وينفعلون وينقادون إليه.
وأشار السلمان قائلاً: يتصور الإنسان أن الفلاسفة لا يمكن أن يكونوا وثنيين لأن الدليل والبرهان لا بد أن يقودهم إلى الله. لكن الواقع أن فيهم الوثني الذي يعيش تلك البراهين بعقله فقط من دون أن يقوده هذا العلم إلى الخضوع لله، والطاعة له سبحانه وتعالى، ومن دون أن يؤثر هذا العلم في سلوكهم ولا في أخلاقهم.
وذكر سماحته أن المؤمن ذلك الذي انتهى به العلم إلى اليقين بالله، ووحدانيته، ثم خضع بالطاعة إلى أمر الله ورسوله، وانقاد إلى ما يريده الله سبحانه وتعالى، فتحلى بالتقوى تاركاً للمحرمات، ملتزماً بالواجبات.
وختم سماحة السلمان مميزاً الفرق بين الإسلام والإيمان، بعموم مفهوم الإسلام وخصوص الإيمان، (كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمن).
مشيراً إلى أن الإسلام متحققٌ بإقرار الشهادتين، وبها تجب الحقوق وتترتب الحظوظ.
بينما الإيمان في حقيقته عقيدة تملأ قلب الإنسان.