حوارية (٨٢) أنت مثقف ليس لك حق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
زاهر العبدلله
السائل: أنت مثقف، وليس لك حق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. لأنك لست مختصًا ولست من طلاب العلم.
ماهو تعليقك يا أستاذ على هذا الكلام؟
الجواب:
هذا الكلام ينافي الشرع وأحكام الشريعة
السائل: كيف ذلك وهو ليس مختصًا وليس من طلاب العلم؟
الجواب: نحن نتحاكم في هذا الأمر إلى قول الشريعة التي نأخذها من مراجعنا العظام، فيكون السؤال هكذا:
١- ماحكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على المكلف؟
يقول السيد السيستاني حفظه الله:
إن من أعظم الواجبات الدينيّة هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال الله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(١٠٤)}آل عمران.
وعن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّه قال: «لَا تَزَالُ أُمَّتِيْ بِخَيْرٍ مَا أَمَرُوْا بِالمَعْرُوْفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنْكَرِ وَتَعَاوَنُوا عَلَىٰ البِرِّ، فَإِذَا لَمْ يَفْعَلُوْا ذٰلِكَ نُزِعَتْ مِنْهُمُ البَرَكَاتِ وسُلِّطَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ نَاصِرٌ فِيْ الأَرْضِ وَلَا فِيْ السَّمَاءِ».
م: وسائل الشيعة (آل البيت) – الحر العاملي – ج ١٦ – الصفحة ١٢٣.
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: «لَا تَتْرُكُوا الأَمْرَ بِالمَعْرُوْفِ وَالنَّهْيَ عَنِ المُنْكَرِ فَيُوَلَّىٰ عَلَيْكُمْ شِرَارُكُمْ ثُمَّ تَدْعُوْنَ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ»
م: ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ٣ – الصفحة ١٩٤٥.
النتيجة:
يجب على كل مكلف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي فريضة وليست مختصة بمختص ولا بطالب علم. ولكن بشروط وضعها المراجع.
منها:
١- معرفة المعروف ومعرفة المنكر.
٢- احتمال التأثير.
٣- المذنب يكون بصدد الاستمرار وليس في موقف عابر.
٤- أن لا يكون تارك المعروف وفاعل المنكر مجبورًا على فعله.
وغيرها من الشروط مذكورة هنا:
-السائل: متى يجوز للمثقف التقدم للصلاة جماعة بالناس؟
الجواب:
ليس هناك شرط للتقدم لإمامة صلاة الجماعة في شخص بعينه -كما يتوهم بعضهم – ولو رجعنا للرسالة العملية للسيد السيستاني حفظه الله لرأينا شروط إمام الجماعة مايلي:
يشترط فيه اُمور: البلوغ، والعقل، والإيمان، والعدالة، وأن لا يكون ابن زنا، والذكورة إذا كان المأمومون أو بعضهم رجالاً، وأن لا يكون قاعدًا للقائمين. (864)، ولا مضطجعًا للقاعدين، ولا من لا يحسن القراءة بعدم إخراج الحرف من مخرجه أو إبداله بآخر أو حذفه، أو نحو ذلك حتى اللحن في الإعراب وإن كان لعدم استطاعته غير ذلك. انتهى (موقع السيد السيستاني دام ظله)
فلا يوجد في الشروط لتقدم إمام الجماعة أن يكون طالب علم أو مختصًا، نعم مع وجود المختص أو طالب العلم ينبغي تقديمهما على غيرهما
أما مع عدم المزاحمة فيجوز لأي مؤمن تتوافر فيه شروط إمام الجماعة أن يتقدم للصلاة.
الخلاصة:
إن فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبة على كل مسلم ومسلمة، أيًا كان موضعه ولكن بشروطها التي ذكرناها في الحوار.
كما أنه يجوز لكل مكلف مسلم عاقل بالغ صحيح القراءة طاهر المولد أن يصلي بالناس إماماً وأن لا يتقدم لإمامة مع وجود المختص أو طالب العلم.
السائل: أحسنتم.
الجواب:
وأنتم من المحسنين.