الشيخ صالح آل إبراهيم
وقفة في الفكر والاجتماع (٢١)
من المناسبات البارزة التي تحتفي بها الكثير من المجتمعات الإسلامية هي ليلة النصف من شعبان ويومها، إذ أنها الليلة التي أعطيت فيهاتمام الشفاعة للنبي (ص)، وفيها تم تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة، وكذلك يزداد ماء زمزم فيها، إذ يلحظ الله تعالى الكعبة برحمته، وهيالليلة المباركة التي سميت بليلة البراءة، والصك، والرحمة. عن النبي (ص) قال:إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها، وصوموانهارها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، ( أي ينزل رحمته وليس النزول المادي) فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له، ألامسترزق فأرزقه، ألا مبتلى فأعافيه، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر )– سنن ابن ماجة باب “ليلة النصف من شعبان“، وسئل الإمام الباقر(ع):عن فضل ليلة النصف من شعبان، فقال: هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر، فيها يمنح الله تعالى العباد فضله، ويغفر لهم بمنه، فاجتهدوا فيالقربة إلى الله تعالى فيها، فإنها ليلة آلى الله على نفسه ألا يرد سائلا له فيها ما لم يسأل معصية..).الأمالي – الشيخ الطوسي – الصفحة٢٩٧.
وأما اعظم وأهم حدث زادها مكانة وشرفًا فهو ولادة منقذ البشرية، ومخلص الإنسانية، وناشر العدل والصلاح الإمام الحجة المهدي (عج)سنة ٢٥٥ه، ومن أجل هذا كله ورد الحث على إحياءها، والاحتفال بها، وتمجيد مولودها، ومن أهم ما يمكن التأكيد عليه هنا أمور:
– تفعيل وسائل التواصل الاجتماعي، والعالم الافتراضي في بيان فضل هذه الليلة، وعظمة مولودها، ورسالته.
– الاجتهاد في الأحياء العبادي الفردي والجماعي وأن تزدحم المساجد ودور العبادة بالداعين والذاكرين .
– إخراج الصدقة بنية سلامة الامام الحجة (عج).
– الإكثار من الدعاء للإمام (عج)، وصلاة جعفر الطيار (ع)، وصلاة الحجة (عج).
– اقامة الاحتفالات وإظهار الفرحة، واشعار اولادنا بها.
– الحرص على الالتزام بالضوابط الشرعية والاخلاقية في كل مراسم الاحتفاء .
– إضاءة الأنوار في المنازل والمحلات وغيرها تعبيرًا عن البهجة بمولده الشريف (ع).
– الحرص على صيام يومها.
وكل عام ونحن لمحمد وآل محمد أقرب .
—
