أقلام

لماذا التركيز على الحديث عن المرجعية هذه الأيام من قبل بعض العلماء؟

زاهر العبدالله

حوارية (٨٤)

السائل: لماذا انصب في هذه الأيام الكلام عن المرجعية، وما أسباب ذلك التركيز في هذة الفترة من قبل بعض المشايخ وبعض المثقفين الذين ينطون تحت عباءة التدين هناك!!
فهناك مشايخ وسادة لم نرَ منهم هذا الأهتمام فهل هو قصور منهم؟ أم أن هذا لا يعنيهم؟! أم أنهم يظنون الأمر لن ينطلي على الكثير من المؤمنين، لهذا تجنبوا الخوض بهذا الأمر؟!

الجواب:
سؤال لافت ومهم لعل السبب في ذلك يعود إلى الشعور بالمسؤولية لهؤلاء المختصين من العلماء الذين تصدوا لووجود حالة من الإستهانة بمقام المرجعية، وما يحمل هذا العنوان من قداسة في نفوس الناس.
وكما يُنقل عن الشيخ جعفر الإبراهيمي، يقول: انتصارات المرجعية الرشيدة في وأد الفتن، والتخلص من داعش وإنقاذ عامة الناس من الفقر الفاحش، ونشر الوعي في المجتمع، وبناء صروح العلم والمعرفة، ومد جسور التألف بين الملل والنحل، والتعايش السلمي والأهلي بين طبقات المجتمع.
كل هذا قامت به المرجعية الرشيدة ولا تزال كذلك، فولدت حالة من الوعي العام والربط العميق مع مراجعتها المؤتمنة على الدين والدنيا وهذا كله لا يُرضي أعداء الإسلام فما يزالون يزرعون الفخاخ في طريق المؤمنين لفصل هذة القاعدة الجماهرية الشعبية عن المرجعية الرشيدة بعدة أساليب، منها:
١- التشكيك في نزاهتها ودورها الفاعل في وعي الناس.
٢- الاستخفاف بنتاجها العلمي الرصين الذي أبهر العالم الغربي في مختلف الأصعدة.

٣- وجود أصوات في داخل البيت الشيعي مأجورة لنفسها أو لغيرها تزلزل اطمئنان الشباب والمؤمنين في أمانة المراجع وحسن تصرفهم في الأموال.

٤- دغدغة مشاعر الأنا في الشعور وخلق التعصب فيها من عربي وفارسي وأفغاني وعالمي ومحلي وغيرها من مشاعر العجب والغرور والغرض منه أبعادهم عن المركز العلمي وهو النجف الأشرف وقم المقدسة.

٥- أخيرًا وجود حالة من عدم الشعور بالمسؤولية الحقيقية من قبل كثير الناس تجاه دينهم بسبب وسائل الرفاهية وظل التقنية الحديثة والسوشل ميديا وغياب القدوات في ثقافتهم الشعورية وغيرها.

ولّد عند الغيارى من أهل الفضل والعلم والتصدي لهذا الموضوع الخطر والتركيز عليه هذا والله العالم

السائل: التشكيك في نزاهتها ودورها الفاعل في وعي الناس.
فمن شكك في نزاهة المرجعية بنظرك يا أبا سجاد هل تستطيع أن تشير إليهم؟لا أعتقد أن هناك إنسان استخف بنتائج علم المرجعية

الجواب:
ليس من دوري الإشارة لإشخاص، وإنما دور الشباب في معرفة العنوان، وهم من يقومون بالبحث والحرص على دينهم. وقد وضع لنا النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله قاعدة لمعرفة العلماء الذين علينا اتباعهم وترك سواهم، والقاعدة هي: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تجلسوا عند كل عالم يدعوكم، إلا عالم يدعوكم من الخمس إلى الخمس: من الشك إلى اليقين، ومن الكبر إلى التواضع، ومن الرياء إلى الإخلاص، ومن العداوة إلى النصيحة، ومن الرغبة إلى الزهد. (م: الاختصاص – الشيخ المفيد – الصفحة ٣٣٥.)
فعلينا التأمل في القاعدة، وكل واحد منا يُسقطها على من يتبعه من العلماء فيستمع له ويتخذه قدوة، ويسأل نفسه هل تنطبق عليه أم لا؟

السائل:
يعني اللبيب بالإشارة يفهم؟

الجواب:
أحسنتم، بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى