شهر رمضان المبارك والأعمال الطيبة
جواد المعراج
يعد شهر رمضان المبارك فرصة للاستثمار من خلال ممارسة الأعمال الاجتماعية والخيرية والتطوعية التي يهدف منها إلى خدمة المجتمع والوطن الذي يكون فيه تعاملات إنسانية طيبة، وأحيانا اختلافات ثقافية بين مختلف الفئات، وهذه الممارسات تسهم في تخفيف هموم النفس و تقليص حجم المشاكل بين الأفراد والشباب والأبناء، خاصة أن تلك الممارسات لها آثار إيجابية على التماسك الاجتماعي.
وهناك مثال يتمحور حول هذه الأعمال الطيبة، وهو:
إن كل طرف يحتاج لاستخدام أسلوب العفو والصفح عن الآخر، وقد يكون ذلك أمر صعبًا وثقيلًا على النفوس والقلوب، ولكن يتطلب وجود شخص لديه جرأة وقوة في الشخصية، وذلك بأن يتقدم في المبادرة في الاعتذار وإطلاق الكلام الطيب تجاه من أخطأ في حقه وهذا يدل أن لدى الإنسان ضمير حي ونظيف، قال الله تعالى { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}. سورة الشورى الآية (40).
وللتخفيف من حجم المشاكل والهموم التي تثير القلق والخوف لا بد من وجود نوايا حسنة عند أصحاب المشاريع الإيجابية، وخصوصا أن تحسين الأوضاع يحتاج للسيطرة على الأعصاب بهدف بث الراحة والطمأنينة في نفوس العباد المهمومين.
وكل عمل خير يفعله الإنسان يتكفل به الخالق الكريم والرحيم، وهذا يعني أن الله تعالى وعد العباد بالأرزاق والنعم التي نجد فيها الراحة والطمأنينة، ونحن في شهر رمضان الكريم نحتاج للعمل على تهذيب السلوكيات والتصرفات السلبية وذلك من خلال استبدالها إيجابيا؛ أي وضع عادات وصفات إيجابية مكانها.
على سبيل المثال: الحب، والعطاء والكلمة الطيبة، والصفح والعفو، ورد الجميل للناس بهدف تمني الخير لهم وإسعادهم، وتشجيع الآخرين على خدمة المجتمع، وممارسة الأعمال التطوعية، وإنشاء المشاريع الإصلاحية، ونضيف على ذلك التلفظ بكلمة “أحبك” تجاه الأشخاص المتألمين معنويًا والمتضررين من الناحية النفسية والجسدية.
وفي الختام، نتمنى أن تشارك الأمهات ويشارك الآباء وشباب وأبناء المجتمع والوطن في تحقيق الرسالة الجميلة وإيصالها للناس بغرض تقديم الخدمة الإنسانية الطيبة، كما ندعو الله أن يتم استثمار هذا الشهر فيما هو إيجابي.
إضافة إلى ذلك، شهر رمضان ليس فقط مجرد شهر يصوم الناس فيه، من أجل انتظار فترة الأكل والفطور، بل يٌعد هذا الشهر المبارك فرصة لتهذيب النفوس، وتقديم الخدمات الإنسانية، وتلبية احتياجات الآخرين سواء كانت نفسية أو اجتماعية.