الشيخ الصفار دور المثقف تجسير العلاقة بين الفكر الديني والعلوم المعاصرة
بشائر: القطيف
قال سماحة الشيخ حسن الصفار أن للمثقف دورًا مهمًا في تجسير العلاقة بين الفكر الديني والعلوم المعاصرة وبين المجتمع وعلماء الدين.
وأبان أن على المثقفين تقديم الدعم للعلماء المنفتحين الواعين وتأييد مشاريعهم الحضارية.
جاء ذلك خلال الحوار الذي جرى مع سماحته، وأداره الشيخ بدر العبري، بالموالح الجنوبيّة بولاية السّيب في سلطنة عمان، وبثته قناة أنس على اليوتيوب.
وأشار الشيخ الصفار إلى تجسير العلاقة بين المجتمع وبين علماء الدين، فالقطيعة بين مساحات من أفراد المجتمع وبين العلماء ليست في صالح المجتمع.
وتابع: علماء الدين جزء من المجتمع وهم مؤثرون فيه، والصراع معهم، يخلق توترات في المجتمع.
وأضاف: الاختلاف جائز، ولا مانع من الاعتراض على الأسلوب، لكن الدعوة إلى مقاطعة العلماء خطأ.
وأبان أن إيجاد انطباع سلبي في أذهان الأجيال المعاصرة عن رجال الدين يخلق توترات في المجتمع ويوجد ردود فعل عند رجال الدين وعند أتباعهم تجاه المثقفين.
وأوضح أن المجتمع في هذه المرحلة يحتاج إلى الاستفادة من كل قوة وطاقة فيه، وتساءل: كيف نحاصر أو نجمد شريحة مهمة من شرائح المجتمع وهم علماء الدين؟
وبيّن أن هذا لا يعني أن يتمتع عالم الدين بالقداسة المطلقة فلا يُنتقد ولا يعترض عليه ولا يخالف في رأيه.
ومضى يقول: نحن نقرأ في حياة رسول الله (ص) وفي حياة أئمة أهل البيت (ع) وفي حياة الصحابة أن صدورهم كانت تتسع للنقد وللاعتراض سواء على بعض المواقف أو التساؤل حول بعض الآراء.
وأبان أن المثقف يتحمل مسؤولية في تجسير هذه العلاقة بدفع عالم الدين وتشجيعه نحو تجديد معرفته الدينية، والاقتراب من هموم عصره ومجتمعه.
وتابع: وعليه البحث عن علماء الدين الذين يرى أنهم لم يواكبوا العصر، فيتحدث معهم ويفتح معهم حوارًا ويسعى لتعديل مواقفهم ولترشيد بعض المسارات عندهم.
وأضاف: كما يتوجب على المثقف أن يدفع بالمجتمع الى دعم وتأييد النماذج المنفتحة والواعية من علماء الدين.
ودعا المثقفين لتقديم الخيار والبديل المناسب أمام الشباب. رافضًا أن نعطي انطباعًا تعميميًا بأن علماء الدين متخلفون، وعلماء الدين لا يفهمون العصر.
وتابع: هذه التعميمات في كثر من الأحيان غير منصفة فمن العلماء من يفهم عصره ويتحمل هموم مجتمعه.
واستشهد سماحته بعدد من العلماء المعاصرين الذين لهم دور في وعي مجتمعهم وانفتاحه كالسيد محمد باقر الصدر، والسيد موسى الصدر، والسيد محمد حسين فضل الله، والشيخ محمد عبده، والشيخ محمد رشيد رضا، والكواكبي، وجمال الدين الأفغاني.
وذكر سماحته أن من أدوار المثقف تجسير العلاقة بين المطلعين على الفكر الإنساني الحديث وبين الفكر الديني.
وأضاف: الدين يحترم جهد الإنسان ويراهن على عقله ويدعوه لاستخدامه.
وتساءل: كيف يوجهني الله تعالى للنظر وللتفكير ثم يمنعني من الأخذ بنتائج النظر والتفكير؟
وتابع: إن الله تعالى يرشّد مساري في التفكير حتى لا أقع تحت تأثير الهوى والانفعال، وتحت تأثير المصلحة، ويرشّد مسار استخدامي للعقل.
وبيّن أن على المثقف تجسير العلاقة بين ما نفهمه من الوحي وبين معطيات ونتاج استخدام العقل ومعطيات التجربة البشرية.
لمشاهدة الحوار: