بشائر المجتمع

الصائغ .. يقف ضد النمطية ويدعو لقراءة الشعر الرديء

علي المادح: القطيف

يعد الشاعر عدنان الصائغ أحد أبرز الأدباء المعاصرين الذين خرجوا من فساطيط الكوفة، وتعاطى الشعر والأدب في جميع أشكاله ما عدا الشعبي منه، حلَّ ضيفًا خفيف الروح ثقيل الأثر على المنطقة الشرقية، حيث كانت له أمسية في مركز إثراء بالتعاون مع ملتقى ابن المقرب.

واستضافه منتدى الكوثر بالقطيف، حيث كانت ليلة مليئة بالمفاجآت، حين تحدث الصائغ عن تجربته الأدبية وعن رؤيته لمفهوم النص الشعري والقصيدة على حدٍّ سواء، قلب بعدها الطاولة على شعر الحداثة داعيًا لتبرئة الحداثة من تكلف الناص، وتعمد أنْ يكون شفافًا جدًّا مع مجموعة من نخبة شعراء المنطقة في التخلص من عقدة النخبوية في كتابة الشعر، والهبوط من الأبراج الفكرية العالية تواضعًا للمعاني التي تجدها أمامك في الطرقات، منبهًا أنَّ الشعر ما هو إلا السحر الذي يصنع الحدث الأدبي داخل النص ليكون المعنى ذا قيمة إنسانية.
واعتبر في بداية مشاركته أن النص ليس له هوية محددة ولا معادلة واضحة، فقد يكون النص مكون من حرف واحد كعنوان كتابه المثير (و). وربما يكون مكون من كلمتين فقط أو كتابين ضخمين كل كتاب ١٠٠٠ صفحة كما هو في كتابه الكبير حجمًا ومضمونًا (نرد النص) وتوجه مباشرة للشعراء الحاضرين معه في الجلسة طالبًا منهم أنْ يتواضعوا للنصوص الرديئة، وأن يبحثوا عنها ويشبعوها تاملًا ودراسة، معللًا أنَّ في اللاوعي ستحدث المقارنة بين الجيد والردئ من الشعر.
تحدث أيضًا مع الجمهور عبر أسئلة وجهت له، وكان من أبرز ما أثار الفضول تعليقه على أحد الشعراء حين وقف ضد التعمد أو التعميد في تثقيف المعنى وصلًا للنص المثقف الذي سيجلب معه ناصًا مثقفًا، حين اعتبر الإنتاج أو الإبداع يحدث ويأتي من قريحة لن تتلقى الثقافة ربما أو لم تتلقاها مطلقًا والعكس صحيح، فالنص عن ثقافة قد يأتي وقد لا يأتي، منتقدًا التعمد في تثقيف النص، مستشهدًا بأبيات من الشعر العربي والشعر الأجنبي، وقد أدار الجلسة الشاعر فريد النمر وقام الشعراء بإهداء الشاعر الكتب الصادرة عن المنتدى والتقاط الصور التذكارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى