علاء محمد المسلم
في أحد الأيام، وبين جنبات السوق القديم من المدينة ترجل زبون باتجاه دكان معلوم حاملًا معه بعض ممتلكاته الثمينة وكثيرًامن قيمه القويمة.
وما أن وصل الزبون إلى مقصده حتى تقدم ببشاشة نحو صاحب الدكان المتضجر سلفًا.
فقال الزبون بعد التحية: أتيتك يا صاحب الدكان محضرًا معي نفيس ما أملك وغالي ما أدخر، وأود أن أودعك إياه أمانة مقابل قرض حسنة أرده حين تيسر الحال في الأجل.
فرد صاحب الدكان: أنا لا آتي بالحسنة لعشر أمثالها أيها الزبون، ولكني أُديّنك نقدًا مقابل رهن مقبوض غير مردود في العجل.
ثم قال الزبون سائلًا: وكم سيكلفني هذا الرهن مقابل نقد مقدر؟
فأجابه صاحب الدكان: لن يكلفك حياتك كلها سوى قبض الرهن، وفائدة محسوبة، وبعض ألم في نفسك.
ثم قال الزبون بائسًا: إذن خذ مني ماتراه كافيًا، وأعطني بغيتي وفي نفسي ألمٌ رابٍ.
فقال صاحب الدكان باسمًا: إذن اكتب اسمك بالموافقة واختم حجة الاستملاك.
وبعد إبرام الدين واستحكام العين أدبر الزبون منصرفًا، تاركًا اسمه وبعض قيمه.