باختصار .. هي ذي قصة أسماء
رباب حسين النمر
وينسدل الليل ستارًا على حكاية عذبة اسمها أسماء تورق بين يديها البراعم، وتزهر في ربيعها جنة الكلمات.
قصة تلخصت في وجه بشوش يحمل سلال البشرى وينثرها في طرقات الحي، وروح أدمنت العطاء ممزوجًا بمشاعر إنسانية دافقة ودافئة، وقلب ينبض بالإيمان.
وتبدأ الحكاية من حمامة بيضاء تغمس جناحيها بالنور، وتبلل ريشها الأبيض بقطرات الوضوء حالما يداعب روحها صوت الأذان، فترسم على عتبات المسجد خطواتها، وتأنس كلُّ جمعة بلقاء يديها الممتدتين لتعانقا خشوع الدعاء، وبقعة ما برحت تتحسس جبينها المنهمر بالسجود.
وحنين بين جوانحها لا يهدأ إلا عندما تعزفه عيناها أنهار عشق في حضرة الحسين.
جدار الحسينية يعي جيدًا شهقات بلون بكائها، وأريكة تفهم اهتزاز جسدها حينما تنخرط في نوبة عشق وبكاء.
حيُّ .. وشارع أدركا أيقونة أسماء..
نوافذ في كل بيت تهتز طربًا حينما تنعكس صورة خيالها على زجاجها ..
وأزقة تعي قداسة الخطوات.
وجه هاش باش يتلمس آلام من حوله، ويد تسند الضعيف وتغرس الأمل في القلوب الحزينة ..
حاصرتها أرزاء الدنيا ببلاءات وفقد، فلم تفت الأرزاء صرح صبرها، ولا هزمها الفقد، بل كانت حلما ورديًّا. احتضنت يتاماها فكانت الأب والأم، تربت بفن المشاعر على أكتافهم وتحتويهم.
وأطفال جبلت على محبتهم فكانت صفحتها مكتنزة بالعطاء والاحتواء.
تلك باختصار قصة ملاك اسمه أسماء.
اختار الله له لحظة عروج نقية من كل بلاء لترفرف مع ملائكة الله، وتهتف مع الحجاج بالتلبيات
لبيك اللهم لبيك ..
وتطوف حول عرش الله ..
عرجت للزهراء ..
عرجت لعلي..
لتحمل بين يديها شمعة زفاف أبدية لا تطفئ الرياح شعلتها..
ليبقى العرس في قلب أسماء..
باختصار هي ذي قصة أسماء
قصة نور مشى في الأرض فاعشوشب في خطواته النقاء..
ثم عرج إلى السماء
ممتثلًا أمر الله
ليكون في الفردوس بستان وفاء.