كل ما عليك فعله هو أن تنتبه لنفسك
جواد المعراج
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ {١} مَلِكِ النَّاسِ {٢} إِلَهِ النَّاسِ {٣} مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ {٤} الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ {٥} مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ {٦}.
يعرف الانتباه بأنه نوع من الشعور يجعل الإنسان يحس أن هناك أمرًا ما قد يعمل على جلب المخاطر والمشاكل له، وبالتالي يسعى لأن يتفادى تلك القضايا والمواقف السلبية من خلال الالتزام بالقوانين والأنظمة الاجتماعية، التي تتضمن عدم الاعتداء الجسدي والنفسي والتنمر على الأولاد الصغار والفتيات والمواطنين الذين يعيشون في البلد، بل التعامل مع الآخرين عن طريق انتهاج الأمانة، والأساليب الطيبة والمحترمة في مختلف الجوانب سواء في طريقة الكلام أو المعاملة أو السلوكيات أو الأخلاقيات، وذلك حتى تكون للإنسان مكانة وسمعة جيدة في المجتمع الذي يعيش فيه.
ومن فائدة هذه المعاملة الطيبة والمكانة والسمعة الجيدة هي: تجعل الإنسان لا يقع في مشاكل كثيرة تتحمور حول التمرد على القوانين والقواعد الاجتماعية، واتباع التعليمات والإرشادات التي يتم وضعها من قبل الجهات المختصة أو المرشدين أو المربين، وفي هذا المجال يجب على الإنسان أن يسيطر على انفعالاته وأعصابه (كن هادئا) حتى ينتصر على البشر الحاقدين والخبيثين، وكي لا يصاب بالخوف والإحباط والخسارة بعد الوقوع في القضية، أو كي لا تقع عليه التهم من قبل الحاقدين، والباحثين عن الزلات، والمتصيدين في المياه العكرة.
وفي هذا المجال نتعلم أن الإنسان الذي لا ينتبه يجعل الآخرين يتصيدون عليه الزلات من مختلف النواحي إلى أن يصلوا للأدلة القوية التي تشمل التصوير (الصور ومقاطع الفيديو) التي تتضمن نوع من أنواع الاعتداء الجسدي، وهذه الأمور تضع الشخص في موقف صعب ومشكلة كبيرة في الرأي العام، وتسبب ضجة وبلبلة أسرية واجتماعية، وزيادة على ذلك توتر وقلق للشخص الذي لا ينتبه لنفسه.
وفي هذا الجزء النصي سنتحدث عن الانتباه للنفس من الانزلاق نحو هاوية الشر عند لحظة الذهاب لبعض الأماكن، والإنسان الاجتماعي بطبعه يسعى للمشي أو التنزه أو الخروج من المنزل بهدف الذهاب لأماكن محددة، ولكن يجب أن يكون الإنسان حذرًا ومتيقظًا لما يحدث من حوله في الإعلام أو المجتمع، فإن في كل لحظة أو يوم أو في كل ساعة تحصل قضايا جنائية في البلد مرتبطة بالمخدرات أو التنمر أو السرقة، وغيرها من قضايا تؤثر سلبًا على من لا ينتبه لنفسه.
نحن كمجتمع وأسرة بحاجة لتنمية مهارة الانتباه، ولا سيما لجيل الشباب الذين يعيشون في عوالم مليئة بالمفاسد والانحرافات الفكرية التي تجعل الشباب يميلون للإجرام، عوضًا عن تدريبهم على خدمة بلادهم في مجال التطوع والخير، من أجل أن يصبحوا مواطنين مسالمين وليسوا أشرار.