أقلام

كيف تؤثر الولادة قبل الأوان في التحصيل الدراسي للطفل

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

عندما نظر الباحثون في مستوى / درجات التحصيل الدراسي ، لم يجدوا أي آثار سلبية للولادة المبكرة معتدلة الفترة [الخدج معتدلو فترة الولادة هم المولودون بين الاسبوعين الثاني والثلاثين والرابع والثلاثين من الحمل].

فقط كان الأداء الدراسي لأولئك الخدج المولودين مبكرًا جدًا [قبل الاسبوع الخامس والعشرين من الحمل] سيئًا.

ولكن بالنسبة للأطفال الخدج المولودين مبكرًا جدًا، فإن الذهاب إلى المدارس العشر الأعلى في المنطقة التعليمية يحصلون على درجات جيدة كما يحصل عليها الأطفال الذين ولدوا بعد فترة حمل طبيعية، في المدارس العادية في المنطقة التعليمية.

كيف تؤثر الولادة المبكرة في درجات الأطفال في المدرسة؟ باستخدام السجلات السويدية للأطفال المولودين بين الأعوام 1982-1994، دراسة جديدة نشرت في مجلة دراسات السكان ، تبحث في مدى التحصيل الدراسي للتلاميذ المولودين خدجًا عند بلوغهم سن السادسة عشرة.

تقول آنا بارانوسكا راتاج Anna Baranowska-Rataj، الأستاذة المساعدة في قسم علم الاجتماع بجامعة أوميا Umeå: “لقد درسنا كيف تتأثر الدرجات الدراسية بدرجة فترة الولاد قبل الأوان [المترجم: درجة الخداجة وهي الفترة الحملية وتأتي على درجات ثلاث بحسب طول الفترة الحملية]،” وتوضح نتائجنا أن الآثار السلبية للولادة المبكرة تُلاحظ في الغالب بين الأطفال المولودين في الفترة المبكرة جدًا، أي بعد بلوغ فترة الحمل أقل من الاسبوع الثامن والعشرين.

الأطفال الخدج معتدلو فترة الولادة [وهم المولودون بين الاسبوعين الثاني والثلاثين والرابع والثلاثين من الحمل] لا يعانون من آثار مرَضيَّة “.
أجرت آنا بارانوسكا راتاج Anna Baranowska-Rataj الدراسة مع زملائها كيرون باركلي Kieron Barclay وميكو ميرسكيلا Mikko Myrskylä من معهد ماكس بلانك للبحوث الديموغرافية وجوان كوستا فونت Joan Costa-Font وبيركاي أوزكان Berkay Özcan من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية.

أفضل الموارد الاجتماعية والاقتصادية لا تعني تحصيل درجات أفضل
أراد الباحثون أيضًا معرفة المزيد حول الدور الذي تلعبه البيئة عندما يتعلق الأمر بتحصيل الأطفال الخدج الدراسي في المدرسة.  درسوا خصائص المناطق التعليمية للأطفال والموارد الاجتماعية والاقتصادية لأسرهم.

“في هذه الدراسة قمنا بدراسة نوعين من البيئات التي بإمكانها أن تدعم الأطفال الخدج،” حسبما قالت آنا بارانوسكا راتاج  النوع الأول يختص بالموارد الخاصة للأسر التي نشأ فيها هؤلاء الأطفال.  نوع للبيئية الثاني هو النوع الذي لم يحظَ بدراسات كافية حتى الآن، والمتعلق بالمناطق التعليمية.

فيما يتعلق بنتائجنا، لم نجد أي دليل على أن للموارد الاجتماعية والاقتصادية للوالدين [أو أحدهما] تأثيرًا في التحصيل الدراسي. على ما يبدو في السويد، فأن العائلات الغنية أو الأفضل تعليماً ليست بالضرورة أفضل استعدادًا لدعم الأطفال الخدج.  لكننا وجدنا أن الأطفال الخدج المولودين مبكرًا [قبل الاسبوع الخامس والعشرين من الحمل] في المدارس العشر الأعلى في المنطقة التعليمية يحصلون على درجات جيدة كما يحصل عليها الأطفال الذين ولدوا بعد فترة حمل طبيعية، في المدارس العادية في المنطقة التعليمية وهذا يبعث على الآمل في أن المدارس قد تلعب دورًا تعويضيًا وقد تساعد الأطفال الذين يعانون من بعض أنواع المشكلات الصحية في حياتهم المبكرة”.

مقارنة بين الأشقاء

جتي يتجنب الباحثون التوصل إلى استنتاجات مضللة، قارنوا الأطفال الخدج بأشقائهم.
تختلف العائلات من حيث الخلفية الجينية (الوراثية) أو الموارد الاقتصادية أو ظروف السكن أو نمط الحياة.  قد تكون كل هذه العوامل مهمة بالنسبة للأشياء التي نركزعليها في هذه الدراسة: وهي احتمالية ولادة طفل قبل الأوان ودرجاته (تحصيله الدراسي) في المدرسة،” كما تقول آنا بارانوسكا راتاج.  لذلك، قد تؤدي مقارنة أطفال من عائلات مختلفة إلى استنتاجات مضللة.  ولكن عندما نقارن بين طفلين من نفس العائلة، أحدهما مولود خديجًا والآخر مولود بعد فترة كاملة من الحمل، يمكننا أن نكون أكثر ثقة بأن أي اختلافات في درجاتهما في المدرسة لا بد أن تكون لها علاقة بالعمر الحملي لا ناجمة عن اختلافات جوهرية في العوامل الخاصة بالأسرة لا يستطيع رصدها الباحث “.

قد تحد البيئة المدرسية من الحرمان التعليمي

في بحوثها المستقبلية، تعتقد آنا راتاج أنه سيكون من المثير للاهتمام معرفة الجوانب المعينة لقرارات مديري المدارس التي يمكن أن تكون مفيدة للأطفال الذين يعانون من أوضاع صحية صعبة.

تساهم هذه الدراسة في نقاش أوسع بشأن كيف يمكن للسلطات المحلية والمدارس أن تدعم الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية.
أولت الأبحاث السابقة اهتمامًا كبيرًا بالموارد الخاصة للأسر التي يمكن حشدها لتقديم الدعم للأطفال الذين قد يحتاجون إلى مساعدة إضافية، ولكن عندما يُنظر إلى العائلات على أنها المصدر الرئيس للدعم، فإن هذا لا يؤدي إلا إلى تقوية عدم المساواة في التعليم .

تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن البيئة المدرسية قد تكون عاملاً مهمًا للحد من عدم المساواة في التعليم للأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية. “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى