الثورةُ الحسينيةُ وأبعُادها!
عبدالله جفال
ثورةُ الأمامِ الحُسينِ -عليه السلام- معتمدةٌ على ثلاثةِ أبعادٍ: فكري وأخلاقي وسياسي، والأول أن نعرفَ الحقَ ونتبعهُ مهما كانت المغرياتُ والتكنيل، فأن الحق أحقَ أن يُتبع ولا نتنازلُ عن قيمنا ومبادئنا المتمثلةِ بالدينِ الحنيف، وأن نضحيَ بالغالي والنفيس وكلُ ما نملكُ من أجلِ كلمةِ لا إله إلا الله محمدٌ رسولُ الله، ورفضِ البدعِ والظلمِ والتحريف، وكشف حقائق المبطلين الذين يتلبسون بثوبِ الدين ويتشدقون به وهم قد دخلوا بالكفرِ وهم قد خرجوا به!
والبعدُ الأخلاقي، متمثلٍ بردِ الحقوقِ والمظالم، حيث أمر الإمامُ الحُسينِ عليه السلام ليلةِ عاشوراء وقال لأصحابهِ: منَ عليه دين فليؤدِّ دينه، وحين أتاهُ الحر بن يزيد الرياحي بألفِ فارس وقد كضهم العطش -وهو يعلم أنهم اتو لقتالهِ- قال اسقوا القوم ورشفُوا الخيلَ ترشيفا !؟ لم يبدأهم بقتالٍ في يومِ عاشورا، ولم يسجل التاريخُ على الإمامِ الحسينِ أية نقطةٍ بعيدةً عن روحِ الإسلام ومبادئهِ وقيمهِ، حتى وقتَ نزولهِ للمشرعة ليشرب الماء ونادى الأعداء: أتلتذُ بالماءِ وقد هُتكت حريمُك؟ ترجل ورجعَ للمخيمات وهو يعرف أنها مكيدة، ولكن لايريد أن تُسجل عليهِ في كُتبِ التاريخ وهو يمثل الإسلام المحمدي الاصيل !؟
البعدُ السياسي ! والمتمثلُ بالفكرِ وهي النظرةُ الشموليةُ لما تؤولُ اليةِ الأمةُ الاسلاميةُ والانقلابُ على الدينِ الحنيفِ، وجعَلهُ إمبراطوريةً متوارثهً بهويةٍ دينيةٍ صوريةٍ ذاتَ ضبابية متناقضة وجاهليةٍ عمياء كما كانت من قبل؟ وهنا بدأ الإمامُ بثورتهِ المباركةِ فأحيا الدينَ، وساقاهُ بدمهِ الطاهر ليحيى من حي عن بينهٍ ويهلكَ من هلكَ عن بينه، بسيرتهِ المباركة وهديهِ القويم متمسكًا بالعروةِ الوثقى لا انفصامَ لها واللهُ سميعٌ عليم !
وقال: إني لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا مفسدًا ولا ظالمٍا وإنما خرجتُ لطلبِ الإصلاحِ في أمةِ جدي، أريدُ أن آمرَ بالمعروفِ وأنهى عن المنكر ! نعم فهي متناغمةٌ مع الرسائلِ السماوية وحلقةٌ متواصلةٌ مع جميعِ الأنبياءِ والرسل، والقاسمُ المشترك بينهم، ومتجزئةٌ بالمضامين!
السلامُ على الحُسين وعلى علي أبن الحسين وعلى أولادِ الحسين وعلى أصحاب الحسين !؟
وأعظم الله أجورنا وأجوركم بأيامِ الحُسين عليهِ السلام
والحمدُ للهِ رب العالمين.