سيكيولوجية النخب.. على منبر البحراني
بشائر: الأحساء
لفت سماحة الشيخ عبد الله البحراني في تفريقه بين النخب قديمًا وحديثًا إلى أن النخب “كانت في الماضي تستند إلى مصادر قليلة ونادرة، أما في الوقت الحالي لا يمكن الاستناد إلى مصدر معين لدى الجميع لتحديد النخب، لكثرتها وتجددها من حين لآخر” وذلك في الليلة الخامسة من موسم ١٤٤٤ هجري خلال خطابه في حسينية الإمام الحجة (ع) بالمبرز تحت عنوان (سيكولوجية النخبة) الذي تضمن عدة محاور:
فتناول في المحور الأول معنى النخبة (وهي الصفوة)، وأقسام النخب، وهي قسمان: نخب علمية (رجال الدين) ونخب ثقافية.
وتناول تعريف جمال الدين الأفغاني الدقيق للثقافة، وربط بين تعريفها وبين النخبة، وتأثير كل منها على عواطف الآخرين ومشاعرهم.
وقد أثبت من خلال الدراسات أن المجتمعات لاتسير إلا بوجود نخبة على شكل هيئة تتولى إدارة المجتمع.
وقيل قديمًا:
لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم
وَلا سَراةَ إِذا جُهّالُهُم سادوا
تُهدى الأمور بأهل الرأي ما صَلُحت
وان تولَّتْ فبالأشرار تنقاد
وأنه في الوقت الحالي
وبين أن الفوضى أصبحت تعم كثيرًا من الناس بسبب انتشار وسائل التواصل، وأصبح الكل قائدًا في شتى المجالات.
وفي المحور الثاني تحدث عن شروط النخبة، وأنها تختلف سابقًا عن وقتنا الحالي، حيث لم تشترط في الزمن الماضي الغنى المادي، بل كانوا أصحاب فهم ودراية. والناس هي التي تختارهم بسبب كفاءتهم في مختلف الأمور.
أما في الوقت الحالي فرأس ماله موروث سواء في مجال الثقافة أم في عند رجال الدين.
أما في المحور الثالث فقد تطرق لتعامل القرآن الكريم مع مصطلح النخبة، فقال:
تعامل القرآن الكريم مع هذا المصطلح، ولكن بلفظ آخر وهو الاصطفاء. حيث قال تعالى :{ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }.
فالذين اصطفاهم الله هم صنع الله، ورعاية الله وقد استدل على ذلك بآيات قرآنية.
وإن هذا لم يقتصر على الأنبياء فقط بل يشمل حتى الأئمة عليهم السلام.
وبما أن الإمام في زمننا الحالي غائب فنرجع للنخبة من رجال الدين الذين تنطبق عليهم الشروط من صون النفس، ومخالفة الهوى.
ووجه سماحته نصيحة مهمة بأن لانتبع الأخرين في كل شيء ونكون من الملأ وهذا المعنى عبر عنه القرآن الكريم.
وقد عرض خلال حديثه معنى كلمة الملأ (الجماعة الذين يجتمعون على رأي) كما ذكر في كتاب الأمثل للشيخ مكارم الشيرازي والميزان ج٢ للطبطبائي، وأن هناك الكثير من يسعى لتزييف الحقائق من أجل مصالحه الشخصية.
وإن أخطر شيء عندما يكون النخب لهم علاقة بالسلطة.
وهذا ما حدث لقتل الإمام الحسين عليه السلام حيث قام عبيدالله بن زياد بتوظيف هذه النخب لأجل مصالحهم.
الجدير بالذكر أن البحراني بدأ الخطاب بأبيات شعرية
للشاعر أحمد بن محمد القريني رحمه الله، كان مطلعها:
ولا مصاب كمصاب الطف أعظم بوقعة
بها انهد في الإسلام ماكان راسيا
كأني بمولاي الحسين وقد غدا
وحيدًا ولم يلفِ هناك محاميا