وداعًا .. يا أُمِّاه
أحمد اللويم
فدًا لخيالٍ منكِ لو أنه أوما
إليَّ فيأسو روح فاقدكِ الكلمى
تلفتَ نحوي مثل عادتك التي ..
رأى ، أرآني أم مضى موغلا قُدْما ؟
توقفَ أم أرخى من الليل عزمة
وغار بديجورٍ به قد طوى النجما ؟
عركتُ جفوني فانتبهت إلى يدي
تنازعُ من جفنيَّ من جهلها وهما
يفرُّ خيال كلما قلتُ صدتُهُ
إلى أن رأيتُ الوهمَ يصدق لا الحلما
فكم قلتِ يا (أماه) عائدةٌ إذا
نأيت ، لماذا الآن أستشعر اليتما ؟
لماذا عيوني كلما هلَّ دمعها
يُهِيج عليَّ اليأسُ أطيارَه السُّحما ؟
لماذا أحسُّ الآن أصفادَ غربةٍ
تقعقعُ هل همَّت لتحبسني أمْ ما ؟
فديتكِ (أمِّي) لو من الموت يفتدي
بنون (أباهم) لافتدوا عاجلًا (أمّا)
ذكرتُكِ حين النجم صف صفوفه
أصلّى كما صلَّيتِ ؟ إن كان ؛ مؤتما !
تصلين حيث الليل مدّ رواقه
وأطفأ فنديل السهارى وقد عمّا
أتدرين يا (أماه) كيف تركتِني
ألمُّ طيوفا قد ظفرت بها نعمى ؟
أنا ذلك الطفل الذي قد تركته
له رعدةٌ رعبًا من الزمن الأعمى
ومن قبلُ قوسُ الخوف ما راش سهمه
لقد راش قوسُ الخوف من بعدك السهما
بدا الطفل في عينيك يا (أمُّ) حاكمًا
دلالا فلا تعصين من حكمه حكما
له الأمر والنهي الذين تقاسما
وجودك بل زادا على قسمه قسما
رأيتك تستوفين مكيال رحمة
وإن كنتُ قد طففتُ لم تبخسى رُحمى
يقال قد استُئمِنتَ بعد رحيلها
أمانةَ برٍّ لا تزال هي العظمى
أرى كتفيك استثقلاها وطالما
قد احتملت من أجلك الخوف والهما
بررتَ بها لكنّ برَّكَ لم يكن
ليبلغ من أمثال أيامها يوما
تحوطك عيناها وأنت مودع
فهل لثمتت بالعين أم نظرت لثما ؟
وهل لوَّحت بالكف أم بفؤادها ؟
بلى بفؤاد لم يزل يغفر الظلما
أودِّعُ (أمِّي) ! كيف في الترب أودعت ؟؟
كأنِّيَ والدفان مرتكب جرما
ألا ليتهم قد ألحدوني جوارها
ولم أرني في دفنها أحمل الإثما
وداعا إلى أن ألتقيك شفيعة
وما خلت يوم الحشر تنسين لي إسما