رحيل المصطفى
عادل الحسين
كُلِّي اشْتِيَاقٌ أَنْ أَزُورَ مُحَمَّدَا
كَيْ أُذْكِيَ الْقِنْدِيلَ ذَا الْمُتَوَقِّدَا
وَأُعِيدَ بَرْمَجَةَ اشْتِيَاقِي لَائِذًا
حَتَّى يَدُومَ الشَّوْقُ بَلْ يَتَجَدَّدَا
يَا زَائِرِينَ الْمُصْطَفَى فَلْتَذْرِفُوا
عِنْدَ الضَّرِيحِ وَرَوْضِهِ قَطْرَ النَّدَى
وَقِفُوا عَلَى أَعْتَابِهِ فِي عِزَةٍ
وَاسْتَلْهِمُوا مِنْهُ التُّقَى وَالسُّؤْدَدَا
جَاءَ النَّبِيُّ إِلَى الْوَرَى بِشَرِيعَةٍ
سَمْحَاءَ تَدْعُو الْمُهْتَدِي وَالْمُلْحِدَا
قَدْ جَاءَهُمْ بِالنُّورِ وَالْإِشْرَاقِ-
حَتَّى يَرْتَقُوا نَحْوَ الْمَعَالِي وَالْفِدَا
قَدْ هَذَّبَ الْأَخْلَاقَ بَلْ وَأَتَمَّهَا
حَتَّى غَدَتْ تِلْكَ الْمَكَارِمُ تُقْتَدَى
مَاذَا جَنَى مِنْ أُمَّةٍ مَهْزُومَةٍ
غَيْرَ الْعِنَادِ وَسَطْوَةٍ فِي الْمُنَتَدَى
قَدْ خَطَّطُوا كَيْ يَقْتُلُوهُ بِبَغْيِهِمْ
وَنِفَاقِهِمْ حَتَّى قَضَى مُتَكَبِّدَا
إِذْ مَاتَ مَسْمُومًا يَجُودُ بِنَفْسِهِ
وَمَضَى إِلَى رَبِّ الْجَلَالِ مُخَلَّدَا
لَمْ يَحْفَظُوهُ بِآلِهِ بَلْ شَرَّدُوهُمْ-
فِي الْبِلَادِ وَنُكِّلُوا حَتَّى الرَّدَى
أَجْرَ الرِّسَالَةِ لَمْ يَرَوْا وَكَأَنَّهُمْ
لَا يُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ آيَاتِ الْهُدَى
هَيَّا نُوَاسِي فاطِمًا بِمُصَابِهِ
فَبِفَقْدِهِ أَمْسَتْ تُقَاسِي الْمَشْهَدَا
وَلِفَقْدِ طَهَ جَمْرَةٌ فِي صَدْرِهَا
صَدَعَتْ وَأَبْكَتْ قَلْبَهَا حَدَّ الْمُدَى
فَلِعَيْنِهَا نَسْقِي الرُّبَى بِدُمُوعِنَا
فَلَعَلَّنَا نُحْيِي الْقُلُوبَ مُجَدَّدَا