عادت الأمور لمجراها الطبيعي – الحلقة الثالثة
جواد المعراج
تحدثت في الحلقة السابقة عن كيفية تعامل الفرد مع المشاكل والمشاعر والانفعالات التي يتعرض لها في مكان العمل، وفي هذا الجزء نكمل الموضوع في مجال الترتيب والحياة والعلاقات الاجتماعية، أو كيف ينمي الإنسان شخصيته عندما يتعامل مع الناس في أي مكان يذهب إليه.
من تلك الأساليب والمهارات المناسبة في التعامل مع أفراد المجتمع هي:
1- عندما تلتقي بشخص في الحياة الاجتماعية منذ الفترة الأولى من التحدث إليه أجعله يأخذ انطباعًا إيجابيًّا عن شخصيتك وعن طريقة كلامك، فقد يبدي البعض حركات ونظرات وتصرفات استفزازية في بداية اللقاء أو الجلسة، وأمر كهذا يكون مبني على الخفة وعدم الهدوء والهيبة في الشخصية، فعندما تذهب إلى مجلس وتلقى أشخاص محترمين ولكن من بينهم شخص ورديء التعامل يجب الانتباه منه منذ اللحظة الأولى، حتى لا تنفعل وتتشاجر فيفسد عليك اللقاء مع الأطراف الأخرى.
2- عندما تدخل مكانًا بادر بإلقاء التحية (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) ثم اجعل وجهك بشوشًا وطبيعيًّا، ولا تجعله عبوسًا، حتى لا تكون نظراتك مستاءة أو غاضبة، وهكذا خذ الأمور ببساطة وهدوء ثم ابدأ بالتحدث بشكل طبيعي دون أن تتجه نحو الكلمات والمواضيع التي تتمحور حول الكلام الفاحش والبذيء.
3- عندما يمزح معك طرف بكلام فاحش فضايقك ولم يعجبك لا تخف منه بل قل له: أنا لم تعجبني طريقة المزح الثقيلة التي تستخدمها فلا تتكلم معي بهذه الطريقة، ولا تجعله يتمادى عليك ويهينك أمام الآخرين فإذا سكتت عنه سيستمر، وقل له أيضا: هناك خطوط حمراء وحدود لا تتجاوزها في التعامل معي. عندما تتكلم معه بهذه الطريقة سيأخذ عنك انطباعًا إيجابيًّا وستكسب احترام الآخرين فيرونك شخصية رزينة في التعامل من بداية اللقاء قبل أن تتضخم الأمور وتصل للمشاجرات بالضرب وصفعات الوجه.
4- عندما تذهب للمرة الأولى إلى مجلس جديد ومزدحم اجعل طريقة جلوسك طبيعية سواء كان ذلك على الأريكة أو الكرسي أو الجلسة الأرضية، فلا تجعل الساقين ممدودتين أمام الآخرين فتضيق عليهم أماكن الجلوس المحددة على الجلسة الأرضية أو الأريكة.
5- لا تقاطع الآخرين عندما يتحدثون عن موضوع بل أجعل الأطراف الأخرى تنتهي من الكلام ثم ابدأ بالتحدث عن أي موضوع تريد أن تناقشه كي يستمع لك الآخرين ولا تتم مقاطعتك، لأن كثرة المقاطعة بين المتحدثين قد تسبب مشاجرة وإزعاجًا وعدم الاستماع، ثم الوصول لتشتيت الانتباه بين مختلف الأطراف، وبالتالي يؤخذ عن انتباك فكرة ليست جيدة.
– من الإيجابيات التي يكتسبها الإنسان في شخصيته عندما ينتبه إلى مجموعة النقاط التي ذكرت هي:
1- اكتساب علاقات إيجابية ومفيدة في المجتمع.
2- الانتباه لتصرفات الأشخاص السلبيين وعدم الاستجابة للعصبية الشديدة عند لحظة حصول خلاف محدد بينك وبينهم.
3- معرفة الحل والتعامل بصورة إيجابية مع الخلافات منذ الوهلة الأولى من حدوثها أي قبل أن تكبر وتتضخم.
4- تفادي الوقوع في المشاجرات التي تشمل الضرب وصفعات الوجه.
5- إعادة الأمور لمجراها الطبيعي وترتيب الخلافات التي حصلت لك بسبب التعلم من الأخطاء السابقة.
6- تجعل الآخرين يتعاملون معك بأخلاق طيبة ويبتعدون عن ما يضايقك.