مآسي البتول
عادل الحسين
كَمْ مَآسٍ عِنْدَ الْبَتُولِ تَدُورُ
أَكَذَا يُحْفَظُ الرَّسُولُ الْبَشِيرُ؟
مَنْ لَهَا بَعْدَهُ نَصِيرٌ أَبِيٌّ
سَنَدٌ حُبُّهُ وَقَلْبٌ كَبِيرُ
هِيَ تُرْمَى بِظُلْمِهِمْ أَلْفَ سَهْمٍ
نِيَّةُ الْقَوْمِ الْمُصْطَفَى وَالنَّذِيرُ
وَهْيَ لَا تَعْتَدِي بِلَفْظٍ عَلَيْهِمْ
شَأْنُهَا كَالرَّسُولِ فِيمَا يُشِيرُ
وَأَسِيرٌ مُكَبَّلٌ دُونَ خَوْفٍ
لَا يَخَافُ الرُّهَابَ بَلْ يَسْتَثِيرُ
فَعَزَائِي لِظُلْمِهَا مِنْ جُمُوعٍ
تَدَّعِي حُبَّهَا لِطَهَ مُجِيرُ
فَدَهَانِي مِنْ صَبْرِهَا قَلْبُهَا الْحَانِي-
عَلَى أُمَّةٍ طَغَتْ بَلْ تَجُورُ
وَفُؤَادٌ يَذُوبُ عَنْ كَمَدٍ لَا
يَرْتَجِي غَيْرَ نَاصِرٍ يَسْتَجِيرُ
وَجَنِينٌ عَلَى الرُّبَّى مَاتَ سُقْطًا
وَيْلُهُمْ فِي يَوْمِ النُّشُورِ سَعِيرُ
وَحَنَايَا تُخَالِجُ الرُّوحَ مِنْهَا
فِي مُحَيَّاهَا دَمْعَةٌ وَهَدِيرُ
وَإِذَا مَا دَارَتْ رَحَاهَا بِقَلْبِي
إِنَّ حُزْنِي عَلَى الْبَتُولِ مَرِيرُ
زُرْتُ مَثْوَاهَا وَهْوَ دُونَ ضَرِيحٍ
وَمَعَانِيهِ لَوْعَةٌ وَهَجِيرُ