بشائر المجتمع

حسن الشيخ يسلط الضوء على الرواية الوطنية في واحة الأحساء

رباب النمر: الأحساء

ضمن سلسلة فعاليات واحة الأحساء الثقافية، وتحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام، وضمن برنامج الشريك الأدبي، قدم الروائي والقاص حسن الشيخ ورقة عمل يوم الجمعة الماضية، حول الرواية الوطنية وسمها بعنوان: (الأحساء في تجربتي الإبداعية)، وذلك في مقهى تون بالهفوف، وتقديم الإعلامي هاني الحجي

وتحدث الشيخ فيها عن الرواية الوطنية، عن الحنين والشوق للمكان، وعن تجربته الخاصة في مجال السرد.

ثم تطرق للأعمال الإبداعية العالمية التي تناولت هذا الجانب فقال: “هي قصص وروايات وطنية تناولت مواضيع تتعلّق بالوطن والهوية، مثل الحنين إلى الوطن والتضحية في سبيله، البحث عن الحرية من الاستعمار، الغربة والهجرة، والهوية وغيرها.
وفي الأدب العربي والعالمي عشرات الشواهد على الرواية الوطنية بهذا المفهوم. مثل: رواية عائد إلى حيفا وساق البامبو وغيرها.

ونوه الشيخ أنهم كتبوا تلك الروايات والقصص من خلال إعادة قراءة المكان، وإعمال خيال الروائي في الأحداث والأمكنة بدافع من الحب والشوق للوطن.

وذكر أن مفهوم الرواية الوطنية فن أدبي عالمي، قديم جدًا، وقد وُجد عند معظم الشعوب والأمم”.

وتناول الرواية الوطنية المحلية موضحًا: “وفي الأدب المحلي نقرأ رواية (مدن تأكل العشب) لعبده خال، ورواية (ميمونة) لمحمود تراوري، و(مدن الملح) لعبد الرحمن منيف، ورجاء عالم التي احتفلت بمكة المكرمة في رواياتها، وأحمد أبو دهمان (الحزام) فكانت الحزام روية وطنية لاحتفالها بالبيت القديم والحارة الجنوبية.

وأضاف: “وتتسم الروايات السعودية المعاصرة، التي يمكن تصنيفها بالروايات الوطنية في مجملها بالانجذاب للحي القديم ولعالم القرية والصحراء والبحر، ويبدو في ذلك ميلًا فطريًّا وحنينًا إلى الوطن في شكله التقليدي”.

وذكر أن البعض يرى في هذا الإبداع موقفًا معاكسًا ومناهضًا للعولمة التي سلبت ملامح الوطن، فتجد الروائي السعودي يمسك بذاكرة الماضي، معلنا انتماءه للحي القديم ومجتمع القرية

وقال: “ولهذا فإن الرواية الوطنية بهذا المفهوم هي رسم صورة للوطن وتسجيل لما يحدث في فترة معينة من الفترات، لإعادة صياغة أحداثًا وطنية لم تكتب روائيًّا”

وأشار إلى أن القاسم المشترك لهذه الأعمال هو الحب والشوق والحنين للوطن، وقد تكون هذه الأحداث واقعةً خلال فترة طويلة وقديمة جدًا. وتكتب أحداثًا حدثت بالفعل فتشكل ما يسمى بالرواية الوطنية

وأكد إلى أنه وقد يكتب الروائي عن حي من أحياء وطنه أو قريته، أو حتى عن شارع. وفي فترة زمنية عايشها بالفعل، وتجد في عمله شوقًا وحنينًا وانتصارًا لهذا الوطن ليعرج بعد ذلك على أبعاد الرواية الوطنية المتمثلة في كتاباته السردية، فقال: “هنا محاولة ذاتية لتلمس البعد الوطني في روايتين كتبتهما.

وذكر حسن الشيخ أن هنالك نوعان رئيسان للصراع: صراع داخلي وصراع خارجي ليخلص إلى أن موضوع هذه الروايات والقصص فهو الإنسان الأحسائي بكل همومه وأحزانه وطموحه. الإنسان بزمانه التاريخي الممتد منذ القدم.

ونوه ختاماً إلى أن الرواية الوطنية هي حكاية، حيث يمكن أن تحتوي على أحداث وهمية، أو حقيقية تحمل هدفًا، أو مصلحة معينة، وقد تكون غايتها الترفيه عن القارئ. إلا أن الأصل هي رواية تكتب تاريخ الوطن، وتنشد استقلاله وطرد المستعمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى