كيف أصبحت السياحة المحلية في السعودية رافداً أساسياً للقطاع؟
بشائر: الدمام
تشهد السعودية خلال فصل الشتاء الحالي إطلاق أكثر من 20 فعالية في عدد من المواقع التاريخية والتراثية في كل من الرياض وجدة والأحساء منذ الثالث والعشرين من نوفمبر الماضي، وحتى نهاية العام، حيث تروج الهيئة السعودية للسياحة هذه الفعاليات ضمن “شتاء السعودية” بالتعاون مع القطاع الخاص.
ولا يقتصر التركيز على جذب السياح من الخارج، بل أصبحت السياحة المحلية رافدا أساسيا للقطاع مع توفير خيارات للجميع.
وانعكست جهود ترويج السياحة محليا على أرقام ومؤشرات القطاع، وبينما غادر السعودية في عام 2015 نحو 20.8 مليون سائح، أنفقوا 84 مليار ريال خارج المملكة، إذ غادر المملكة العام الماضي 8.4 مليون سائح، أنفقوا 53 مليار ريال، وهو ما يعادل نسبة تراجع 60% في أعداد السياحة المغادرة، وانخفاضا بنسبة 36% في الإنفاق.
ورغم تداعيات انتشار كوفيد 19 على أرقام السياحة خاصة في عام 2020، إلا أن أرقام السياحة المحلية تشير إلى ثمار سياسة الترويج المحلي.
وارتفع عدد السياح المحليين في المملكة بنسبة 37% العام الماضي مقارنة بعام 2015 إلى نحو 64 مليون سائح، قاموا بإنفاق 81 مليار ريال، بزيادة 67% خلال فترة المقارنة نفسها.
وتدل مؤشرات العام 2022 على استمرار النهج ذاته، حيث تشير آخر الأرقام إلى تسجيل أكثر من 32 مليون زيارة محلية.
يأتي ذلك فيما أصبحت أهمية المجتمعات المحلية لاستدامة قطاع السياحة واضحة خلال انتشار أزمة كورونا، عندما باتت، بعد انتهاء الأسوأ من الأزمة، طوق النجاة للقطاع في مختلف دول العالم، مع القيود المتعددة للسفر إلى الخارج.
وتدرك السعودية هذه الأهمية جيدا، لا سيما لأثرها على تنمية سوق العمل والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتي تشير التقديرات إلى استحواذها على ثمانين في المئة من أنشطة قطاع السياحة عالميا.