أقلام

أسئلة في الإدارة المالية للمتقاعدين

أمير الصالح

نسمع بين الحين والآخر قصص لمتقاعدين تنم في ثناياها عن القلق الذي انتاب وينتاب بعض المتقاعدين أو المقدمين على التقاعد المبكر نتيجة لتضخم الأسعار، وتغير أنظمة سوق العمل، وكثرة سوداوية المحللين الإخباريين وقله مصادر التحقق من الاخبار التضليلية وارتفاع فاتورة التامين الصحي.

ومن ضمن تلكم التساؤلات التي تدور في أذهان البعض من المتقاعدين، وقد لا يجيد البعض صياغتها بنفسه إلا أننا نحاول أن نستقرئها ونصيغها كأن تكون بلسان أصحابها:

١- يقول بعضهم: أنا عمري ٥٥ سنة وخدمتي ما يقارب ٣٠ سنة ولدي طفلان وزوجة ولدي محفظة ادخار ولا أملك منزلًا بعد، أفكر في التقديم على التقاعد المبكر بسبب تصاعد ضغوط العمل وزيادة منسوب التلوث في داخل بيئة العمل، إلا أنني قلق على سرعة تواكل المدخرات ومستقبل الأبناء، وهذا أمر يؤرقني وسلب النوم من عيني. فما هو السبيل؟!

٢- ولسان حال آخر: بعد التقاعد بعدة سنوات اضطررت بالالتحاق بسوق العمل من جديد في خدمة توصيل أوبر وخدمة توصيل طلبات المطاعم هينجرستيشن، لسد فجوة تكاليف المعيشة المتقلبة الأسعار، إضافة ما يرد من مال التامينات والعمل في سوق التوصيل يكون لدي مبلغ يحفظ لي الكرامة ماليًا.
السؤال: إذا كان لدي أقساط رهن عقاري للمنزل، فهل إدرجها إولوية أولى؟ أم أعاملها معاملة الديون المعتادة؟

٣- ويقول آخر: لمن لديهم اطلاع على اتجاه مؤشرات أسعار المواد الاستهلاكية الغذائية الاساسية، لطفًا الإفادة بالإجابة على سؤال التالي: كم يحتاج المتقاعد أن يحرز من التدفق المالي الشهري ليكون في وضع مالي ونفسي سليم مائة بالمائة دون الحاجة للرجوع مرة أخرى لسوق العمل؟

٤- و يقول آخر: اضطررت للرجوع لسوق العمل بعد أخذ التقاعد المبكر لوجود فجوة مالية في تغطية تكاليف المعيشة المتصاعد والراتب التقاعدي انذاك . إلا أن الراتب الجديد أقل من الراتب الذي تم حساب التقاعد في التامينات على أساسه، فهل يستحق الأمر أن أعيد استثمار عدة سنوات على أمل الزيادة في الراتب وتعديل مستوى متوسط راتب التقاعد بعد عدة سنوات من الالتحاق بالعمل مجددًا للظفر بمرتب تقاعدي أفضل مما كان؟!

هكذا اسئلة وأسئلة أخرى متعددة تحتاج من يجيب على أصحابها بإجابات رصينة وعلمية وموضوعية من أهل المال والأعمال؟

معظم الديوانيات الرقمية مغرقه في أحاديث وسواليف تتعلق بآخر مقاطع فيديو وفضائح واشتباكات وملاسنات نجوم السوشل ميديا والطرب والتمثيل. وكم هو أجمل أن يستثمر الجميع جزء من موارده المادية كأجهزة وخدمة أنترنت وديوانيات افتراضية وواقعية و خبرات أكاديمية في استنطاق حلول لتحديات كبرى تواجه فئات اجتماعية متعددة. من الجيد تفعيل الاستضافات للمختصين في كل شأن للمعالجة عبر تطبيق زووم واستنطاق الحلول الفاعلة في عالم المال والأعمال، أضحى واضحًا بأن معظم استقرار المجتمعات يتم على اضلاع محددة والكرامة المالية ركيزة رئيسة لذلك الاستقرار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى