المساهمة في التبرع وقضاء حوائج الآخرين
جواد المعراج
قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾.
[ البقرة: 254]
تعد المساهمة في التعاون والعمل الجماعي الذي يكون مبنيًا على التبرع عنصرًا رئيسًا لقضاء حوائج المتبرعين للجمعيات والأيتام والفقراء والمساكين من مختلف المناطق والبلدان، ولأن صفة الرحمة والعطاء تعتبر جميلة وتعطي إلى شخصية المساهم في الخدمة الإنسانية بصمة طيبة تبقى على المدى الطويل من الزمن.
وعكس صفة العطاء هي البخل والأنانية التي تعطل حركة المساهمة في مساعدة الناس الضعفاء والمحتاجين الذين يحتاجون لمن يخفف عنهم الظروف الصعبة التي تسبب لهم ضغط وتعكير لصفو الحياة بسبب العيشة الضيقة التي يعانون منها بين فترة وأخرى.
والإنسان صاحب الوظيفة المرموقة أو الراتب المتوسط أو الرفيع وغيرهم من أصحاب من وظائف أخرى لديهم إمكانية التبرع بمبلغ حتى ولو كان بسيط فالصدقة لها آثار إيجابية على المتبرع، لأن مثل هذا السلوك يدفع البلاء ويخفف الهموم عن الشخص الذي يقضي حوائج الناس المهمومين.
وأن الصدقة تجلب الرزق والبركة وتنهي المصائب، وتحل المشاكل التي يعاني منها كل شخص في الحياة بصورة عامة سواء كانت المشكلة تصب في المعاناة من الخلافات والمشاكل الاجتماعية والوظيفية والمالية، لأن الأعمال والمشاريع الخيرية لها هدف في إزالة ما يعكر صفو الحياة الشخصية عند الفرد الذي يعاني من الضغط الوظيفي والهموم التي تثقل عليه.
كل إنسان تختلف لديه خطة التبرعات للجمعيات فكل فرد لديه ميزانية ومدخرات محددة تحدد المقدرة والمبلغ الذي يستطيع أن يتبرع به، فمثلا هناك أشخاص يتبرعون شهريا بالمال الذي يقارب على الأقل:
– 100 ريال
– 150 ريال
– 200 ريال
-250 ريال
-300 ريال
– 350 ريال
وإذا كانت هناك مقدرة برفع المبلغ المتبرع به أكثر في حال إذا تحسنت ميزانية من يدفع صدقات فهذا الأمر يجلب الرزق الوفير ومثلا في خانة الآلاف أو أكثر، ولا ننسى أن التبرع الذي يكون مبني على العمل الجماعي والتعاوني له هدف في زيادة الرزق لدى الأشخاص الذي يساهمون في تشجيع الآخرين على التبرع وذلك لتكون البيئة الاجتماعية خصبة، بمعنى آخر عندما تتكاثر بذور الخير سيتم التغلب على سلوك الأنانية والبخل الذي يعطل الحركة التنموية النشيطة الساعية للتخلص من الممارسات غير الأخلاقية، لأن الجشع والطمع بين الجماعات والأفراد والمجتمعات يدمر المشاريع الخيرية والتطوعية ويمنع المجتمع من التطور في المجال الخيري والنقدي لدى أصحاب الضعف المالي.
ولهذا على الإنسان في مثل هذه الأوضاع والظروف الصعبة أن يقف مع الآخرين باتباع الثقة بالنفس والشجاعة والإرادة الصلبة التي تؤدي لتأصيل ثقافة العطاء التي تسعى للتغلب على سلوك الأنانية والجشع بين الناس، وفي هذا الجانب يزرع شخص محدد أو جماعة معينة تلك البذرة التي لها غرض في مواجهة ما يعطل المشاريع بمختلف المستويات في كل مجتمع أو بلد يفتقر للدعم والمساعدة.
والهدف الفعال في تعزيز التعاون بين الشباب والأصدقاء الذين يجلسون في المجالس أو الأفراد الذين يتواصلوا مع بعضهم البعض في مواقع التواصل الاجتماعي هو امتلاك القدرة على المبادرة في إرسال روابط التبرعات والجمعيات أو تشجيع الأصدقاء على فعل الخير، عوضًا من تشجيع الآخرين الاتصاف بالأنانية والبخل الذي يضيق توسع المشاريع الخيرية على نطاق واسع.