بعد إنجاز مهمة “سعودية تاريخية”.. “برناوي والقرني” على الأرض الأربعاء
بشائر: الدمام
كشفت الهيئة السعودية للفضاء عن تحديد يوم الأربعاء، موعداً لعودة رائدي الفضاء السعوديان، “ريانة برناوي، وعلي القرني”، إلى الأرض، بعد أن تم تنفيذ مهمتهما العملية، في محطة الفضاء الدولية.
وأجرى رائدا الفضاء عددا من التجارب البحثية العلمية والتعليمية في بيئة الجاذبية الصغرى، منها ثلاث تجارب تعليمية توعوية، يشارك فيها 12 ألف طالب في 47 مقراً تعليمياً بالسعودية، بشكل تفاعلي مع رواد الفضاء عبر الأقمار الاصطناعية.
ومن المفترض أن تسهم “المهمة التاريخية السعودية” إلى الفضاء، في بناء جيل جديد من القادة والمستكشفين والعلماء السعوديين، وتحقيق طموحات المملكة ومستهدفات رؤية السعودية 2030 في ما يتعلق ببناء الكوادر البشرية وتعزيز ثقافة البحث والتطوير والابتكار.
وستستغرق رحلة العودة من الفضاء إلى الأرض نحو 6 – 30 ساعة، وذلك بحسب موقع محطة الفضاء الدولية، في حين إذا دخلت المركبة الغلاف الجوي للأرض فإنه ستبدأ المرحلة الحرجة، إذ تكون فيها سرعة المركبة نحو 28 ألف كيلومتر في الساعة، وتصل أعلى درجة حرارة إلى 1900 درجة مئوية.
العلاقة السعودية بالفضاء
ولم تبدأ ملامح العلاقة السعودية بالفضاء؛ بمجرد الإعلان عن برنامج خاص يستهدف الرواد السعوديين، بقدر ما أنها بدأت منذ تأسيسها لـ”المركز الوطني العربي السعودي للعلوم والتقنية”، في عام 1977، الذي جرى لاحقاً تغيير اسمه إلى “مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية”.
ومنذ ذلك الوقت وحتى هذا اليوم، تتبنى المدينة تشجيع البحث العلمي من أجل الأغراض التطبيقية، فيما تتمتع بتوافر “المركز السعودي لـلاستشعار عن بعد”، ومعهد لبحوث الفضاء والطيران.
اتفاقات لارتياد الفضاء
وقعت اتفاقية تبادل منافع وتعاون في مجالات البحوث مع كازاخستان في عام 2011، وفي عام 2017 وقعت اتفاقية مع الصين أيضاً، إذ جرى بموجبها المشاركة السعودية ضمن الرحلة العلمية المشتركة مع بكين التي أطلقت ضمن المهمة الفضائية الصينية (تشانغ إي 4) من مدينة شيتشانغ في 2018 للوصول إلى القمر. وحينها التُقطت صور فضائية للقمر باستخدام الأنظمة السعودية لاستكشاف ومسح سطح القمر.
وفي سياق الاتفاقات الموقعة، عمدت السعودية إلى توقيع اتفاقية تعاون مع روسيا عام 2017، فضلاً عن اتفاقية أخرى مع أوكرانيا في مجال البحوث والاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي، إضافة لتوقيع اتفاقية الشراكة بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتك)، الذي بموجبه أُنشى مركز تميز الأرض والفضاء.
المشاركة السعودية الفضائية
وبدوافع الرغبة في تطوير إمكاناتها في مجال اقتصاد الفضاء، عمدت الرياض في تنمية قدراتها الوطنية في تخصصاته الواعدة، حتى يصبح قطاعاً مساهماً رئيساً في ازدهار البلاد، ويعزز ميزتها التنافسية.
هيئة الفضاء
وبعدئذ، أسست الهيئة السعودية للفضاء في عام 2019، إذ تقود القطاع من أجل تحقيق رؤية المملكة في تطويره وتنظيمه وتوفير الممكنات لتحقيق الإنجازات العلمية، فضلاً عن إنشاء “برنامج رواد الفضاء السعوديين” بنسخته الأولى، فيما استطاعت إرسال أول رائدي فضاء سعوديين إلى الفضاء، وهما “علي القرني؛ وريانة برناوي” في مهمة علمية بمحطة الفضاء الدولية.
اقتصاد الفضاء
وتدلل الخطوات السعودية في الاتجاه نحو اقتصاد الفضاء، سواء عبر توقيع الاتفاقيات مع الدول التي تشاركها الاهتمام ذاته، أو من خلال إنشاء هيئة خاصة، للرغبة في ارتياد الفضاء والاستفادة من منافعه، وأن يكون للرياض دور لافت في المهام الفضائية، والتشجيع على انتشار واستخدام مشاريع وخدمات قطاع الجو والاقتصاد الفضائي، وتشجيع تعزيز التعاون الدولي في القطاع المستقبلي.
الفضاء و”مجموعة العشرين”
ونظراً إلى أهمية هذا القطاع، لم تتأخر الرياض في جعله ضمن أجندتها حينما استضافت اجتماعات “مجموعة العشرين”، إذ نظمت الاجتماع الأول لــ”قادة اقتصاد الفضاء 20” ضمن برنامج المؤتمرات الدولية المقامة على هامش الرئاسة السعودية.
فكان للسعودية قصب السبق والريادة في اقتراح المبادرة بتقديم فكرة هذا الاجتماع، في نادي الكبار، للمرة الأولى، لتنسيق جهود وكالات الفضاء في أكبر 20 دولة اقتصادية على مستوى العالم للاستخدام السلمي للفضاء.
خطوات عملية
وخطت السعودية خطوات عملية لافتة في إطار تعزيز الاهتمام بالاقتصاد المعرفي لارتياد حقول الفضاء، سواء عبر تأسيس هيئة معنية بالفضاء، وتقديمها مبادرات علمية، آخرها ما تمثل في إجراء طلاب المدارس للتجارب العلمية عبر الأقمار الاصطناعية مع رائدي الفضاء السعوديين، علي القرني، وريانة برناوي.