جواهر الملتقى الإلهي
زاهر بن حسين العبدالله
استفادات وإستنطاقات استلمتها من كلمات الشيخ الإستاذ عبد الجليل البن سعد حفظه الله تعالى. في محاضرته لشعار حج والكاظمين ضمن برنامج الخلف للحج والعمرة
تحت عنوان ( الملتقى الإلهي) حيث يحمل ثلاثة أسئلة
١- الحاج المشتاق للقاء الله من هو؟
٢- كيف أطور أحساسي إذا تطورت وسائل الحج؟
٣- السؤال الأخطر الذي تواجه به نفسك (من أنا؟)
جواهر التقطها بعناية فتعال معي لتراها بعينك اللامعة وفكرك النابه!!
فحاولت اكتب نقاط استلمتها من كلاماته في هذه المحاضرة فهي تعبر عن فهمي المتواضع لها وجعلتها في نقاط والله خير العاذرين منها :
١-من تقنيات الحج الاستماع :
تقنية الإصغاء للمعصوم والجلوس تحت منبره وبين يديه في تعلم أمور الدنيا والدين مثل ذلك ماورد عن مولانا الإمام زين العابدين عليه السلام في الكافي الشريف :
( حجوا واعتمروا تصح أبدانكم وتتسع أرزاقكم وتكفون مؤونات عيالكم; وقال: الحاج مغفور له وموجوب له الجنة ومستأنف له العمل ومحفوظ في أهله وماله.)
انظر : الكافي للشيخ الكليني – ج ٤ -ص ٢٥٢.
٢-لو تصفحنا الروايات في استحباب الحج من غير الواجب لوجدناه أرجح من كثير من العبادات كصلاة ألف ركعة والصدقة وعتق رقبة والجهاد وغيرها من العبادات خصوصاً إذا انحصر الثواب في أمرين إما الحج وإما العبادات الأخرى .
٣-الحاج المشتاق إلى الله سبحانه يملك في قلبه حرارة الذوبان التي تذوب معها كل الفوارق الجنسية والعرقية واللون والمذاهب المختلفة.
٤-الشوق له كيمياء خاصة تُخضع القلب في معمل خاص ذي مراحل متعددة حتى يتمكن منه الشوق الحقيقي من خلال التعبئة والتهيئة التي هي جوهر العبادة فتنعكس في شكل ظاهري في صلاة وحج وغير ذلك وتجد ذلك في كلام مولانا السجاد عليه السلام (فإليك يا رب تعبيتي واستعدادي رجاء عفوك وطلب نائلك وجائزتك فلا تخيب دعائي..) المصباح للكفعمي ص ٩٤.
٥-من أراد عرفان خاصاً في تعبئة روحه ليقوى إيمانه فعليه بقراءة كتاب الشيخ مصباح اليزيدي المعنون ب: التعبئة في الإسلام لكي يفهم معنى الشوق الحقيقي في عمقه المعرفي.
٦- كيف تلمس الشوق في الصلاة :
تجده في عدة أبواب منها الشعار الكوني وهي أوقات الصلاة التي وضعها الله لأداء الصلاة والتي جمعت في قوله تعالى { أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَ قُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً(٧٨)}الإسراء.
٧-من صور الاشتياق التهيئة النفسية لأداء العبادة بأن تقدمها على أمورك الدنيوية فحين تقطع نومك وتقطع عملك من أجل حلاوة اللقاء مع الله سبحانه فتسارع حين تسمع صوت الآذان فتلهب روحك شوقاً فتسارع لإسباغ الوضوء ثم تتوجه لأداء الصلاة فتحصل على إشعارات تنتج شعور تفاعل كيمائي ولا يكون مجرد انفعالي.
٨-الاستعداد العام للحج يكون بخطاب النفس في كل آن وتترقب أن يوفق الله لأداء هذه الفريضة فتعيش خواطر هذه الفريضة وترجو أن تكون في قائمة المسجلين في اللوح المحفوظ كما ورد في الرواية والإمام الصادق عليه السلام يخاطب أصحابه :
قال لي جعفر بن محمد (عليه السلام) [يا عيسى، إني أحب أن يراك الله فيما بين الحج إلى الحج وأنت تتهيأ للحج.] وسائل الشيعة (آل البيت) – للحر العاملي ج ١١ ص ١٥٠.
٨-كيف نتصور الاستعداد الخاص لفريضة الحج ؟ من خلال تطوير وتطويع الروح خلال ثلاثة أشهر قبل الحج لحاجة النفس لوقت زمني كي تكون النفس مهيئة ومعبأة فتراقب نفسك فتشفق عليها من أن تقع في زلة أو عثرة أو غفلة ربما تمسح اسمك من سجل الحجاج التي من صورها النفقة النزيهة بأن تطهر مالك من أي حق لله سبحانه وتعالى أو حق للعباد والإخلاص في التعلم والاستفادة من العلماء لكي تتقن العمل والدعاء بشوق وحنين وإخلاء مسؤليته من أي تبعات وتحتاج إلى لياقة روحية وقلبية وذلك بإشغالها بذكر الله سبحانه .
٨-المفتاح السحري العجيب في الحج هو الصمت فيشغل نفسه في أمرين فإما ذاكراً وإما متفكراً في آلاء الله سبحانه وتعالى ويختار من الإخوان من يقربه من الله سبحانه ونبيه الكريم وعترة أهل بيته عليهم السلام . فيترك الكلام والجدال والفسوق في الحج .
٩-يحتاج كل حاج أن يشعل أحاسيسه مع الله مع تطور الحياة الكثيرة عثراتها وذلك بتذكر الذنب وعتاب النفس وكثرة الاستغفار فطلب المغفرة من الله تعني الكمال الإيماني فتأخذ بكل استغفار جرعة إيمانية تغطي جانباً من الروح كما ورد في دعاء مولانا الإمام الحسين عليه السلام يوم عرفة حينما تقول النفس ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من المستغفرين، …من الموحدين، ..من الوجلين…من الراجين، ..من الراغبين، ..من السائلين، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من المهللين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من المسبحين.
فطلب الاستغفار هو ارتقاء في الأحاسيس لتكون الروح شفافة .
١٠-الملتقى الإلهي هو إدماج جماهيري مع الناس من مختلف الجنسيات والمذاهب والعرقيات يقرأه الآخر من الديانات الأخرى فيقف متسائلا أو محتاراً أو متعجباً أو دارساً وكذلك إدماج مع العلماء والنهل من معينهم الذي ارتشفوه من مدرسة محمد وآل محمد .
١١-في الحج صور الاندماج الجماهيري الإيجابي الذي يحمل سمة العفاف والحشمة والوقار!!! والاحترام للذكر والأنثى في مشاعر الحج وليس الاندماج الخالي من العفاف والحشمة .
١٢-السؤال الأخطر في الحج هو من أنا ؟ سؤال يستنهضك نفسك بين عشرات الآلاف من الناس من مختلف العرقيات والجنسيات والألوان والمذاهب ومرجعية ومدرسية فتحتاج أن تجيب نفسك على هذا السؤال من أنا ؟ هل أنا مسلم أو جعفري هل يستقبلني مولاي الحجة عليه السلام فتكشف من خلال ذلك هويتك الخاصة بحقيقتها .