السيد منير الخباز يتحدث بجرأة عن تحريف القرآن والشيخ العباد: من الخطأ تسمية الشعائر بالطقوس
كمال الدوخي: سيهات
الطقوس مصطلح يوناني وأصله طقسا، وتعني الترتيبات والنظم الروحية في العبادات المسيحية أو ما يطلق عليه القداس، وهي تختلف عن الشعائر في الاصطلاح الإسلامي، والشعائر أعم وتختلف اختلاف جوهري.
بهذه الرؤية قدم سماحة الشيخ محمد العباد محاضرة الليلة الأولى من شهر محرم الحرام، في مجلس الحاج رضا المدلوح بمدينة سيهات، وقال: “بينما الشعائر هي طريق إذا استفاد الانسان منها وانتفع وأدت به هذه الأعمال لصلاح نفسه والطهارة القلبية الجوهرية فهي شعائر، فهناك طهارة ظاهرية وهناك طهارة أعمق وذلك كما عبر عنها القرآن فإنها من تقوى القلوب”.
وأضاف: أن هناك من يطلق مصطلح الطقوس تسامحاً وإلا أنه مصطلح عربي يوناني فمن الخطأ إطلاق مصطلح الطقوس على الشعائر الحسينية. وهناك من يطلق مصطلح “فلكلور” وهو مصطلح فني على الشعائر وهذا يسلب منها قداستها. فكل ما يأتي به الانسان كعمل من أعمال طاعة الله فهو شعيرة.
السيد الخباز وتحريف القرآن:
وفي حسينية السنان بالقطيف تحدث سماحة السيد منير الخباز عن مسألة تحريف القرآن الكريم في محاور ثلاث، تعريف السياق القرآني وحجيته، وبيان سلامة ترتيب القرآن من الاختلال والتغيير، وسلامة ترتيب الآيات القرآنية.
وقال سماحته بأن العلماء يذكرون بأن سياق الآيات حجة يعتمد عليه في استنباط الحكم الشرعي أو في تحديد المفهوم العقائدي أو تحديد مبدأ من المبادئ القرآنية.
وتسائل سماحته حول ترتيب آيات القرآن وقال: إن كان هذ الترتيب معتبراً وخضع لإشراف النبي أو الإمام المعصوم فسياق الآيات حجة معتبرة.
وقال الخباز بأن المشهور بين علماء المسلمين بأن ترتيب آيات القرآن هو ترتيباً معتبراً، كما ذكر السيد المرتضى في الذخيرة، وهذا ما ذكره السيد ابن طاوس والشيخ الطبرسي والسيد الخوئي.
فيما قال بأن ثلة من العلماء يشكون بصحة ترتيب الآيات مثل علي بن إبراهيم القمي والفيض الكاشاني والمحدث البحراني والسيد الطبطبائي صاحب الميزان.
كما ذكر سماحته رأي السيد الخوئي في الروايات التي على أساسها يطعن بعض العلماء في ترتيب القرآن، وقال: بأن هذه الروايات ليس لها طرق موثوق بها، وشكك في صحة القول بأن النبي رحل والقرآن مشتتا ومبعثرا دون أن يتصدى بنفسه لجمع القرآن وترتيبه قبل رحيله. ومن القرائن على أن النبي لم يرحل إلا بعد جمعه وترتبيبه ومن أهمها مقتضى اهتمام المسلمين بالقرآن في عهد الرسول كاهتمامهم بالصلاة، حيث كان كتّاب الوحي في زمن النبي وفق ما ذكر ابن كثير إلى 22 كاتب للوحي في البداية والنهاية، وصاحب السيرة الحلبية ذكر بأن 42 كاتب للوحي في زمن النبي، وصاحب كتاب البرهان ذكر بأن كتاب الوحي ينسخون نسخة للنبي وآخرى لهم، وكان يأمر زيد بن ثابت بالكتابة ثم يطلب منه قراءة ما دونه. للتأكد بأن ما كتبه وفق ما أملاه النبي صلوات الله عليه وآله.
كما ذكر سماحته قرائن عدة على جمع القرآن وترتيبه على عهد النبي، منها روايات ذكرها الطبراني وابن عساكر عن الشعبي بأن القرآن جمع على عهد الرسول على يد ستة من الأنصار، واهتمام الرسول على حفظ القرآن وحث النبي المسلمين على حفظ القرآن حتى قتل في معركة اليمامة 70 من حفظة القرآن، وهذه قرينة ثالثة على شيوع ترتيب القرآن الكريم من عهد النبي.
كما ذكر سماحته روايات تؤكد على وجود مصحف من عهد النبي، كحديث: “من قرأ القرآن في المصحف كانت له ألف حسنة”، وحديث النبي لا تمس المصحف وأنت على غير طهور. والمصحف ما كان مجموعاً في الصحف وهذا شاهد على أن القرآن جمع في عهد النبي.
يذكر بأن سماحة السيد منير الخباز يلقي محاضراته خلال شهر محرم الحرام في حسينية السنان بالقطيف ومسجد الحمزة بسيهات، فيما يلقي سماحة الشيخ محمد العباد محاضراته في مجلس المدلوح بالقرب من مسجد الحسن بن علي في سيهات وحسينية الزهراء.