الشيخ البراهيم يناقش أزلية الحاجة للدين وثباتها
رباب النمر: الأحساء
أشار الشيخ إبراهيم البراهيم إلى الحاجة الروحية للدين في مقارنة عقدها بين الإنسان المتدين والملحد، وذلك في الليلة الخامسة من موسم محرم في حسينية السلطان بالهفوف
وقال في سياق حديثه: “أمر مهم جدًا عندما يعيش الإنسان الأزمات والفقر والحروب والابتلاء، فيكون الجانب الروحي للملحد في حالة قلق واضطراب، وفي الأزمة يقدم الملحد على القتل أو الانتحار بسبب الاضطراب الروحي والشخصية المهزوزة فلا شي يخلق الاطمئنان إلا الدين، ولدى المتدين قناعات تجعله مطمئنًا من أهمها الوثوق بالقادر الحكيم، وأن الإنسان بعين الله ونظره” ودلل الإبراهيم علي ذلك بكلمة الحسين “هون ما نزل بي أنه بعين الله”.
وأضاف: “فالمؤمن بقضاء الله وحكمته يقف مسلمًا، وعنده قناعة ووثوق بما عند الله من العوض عن البلاء والفقر الفاقة عند الرضا بقضاء الله”
ووضح البراهيم حاجة الإنسان إلى الدين ولا سيما مع موجة الإلحاد المنتشرة في هذا الزمن.
وطرح مجموعة من التساؤلات التي تراود كل إنسان حول الحاجة للدين في ظل التقدم التكنولوجي الهائل، فقال: “ما دام الإنسان يستطيع تلبية متطلباته من مسكن ومعيشة وعلاج طبي، ويستطيع ضبط مجتمعه من خلال القوانين الوضعية فيستتب الأمن فما الحاجة للدين؟
وما دام الإنسان يستطيع تلبية الحاجات الروحية وتهدٱ نفسه بالموسيقى وممارسة بعض الرياضات الروحية، فما الحاجة للدين؟
ولفت الشيخ البراهيم إلى أن دعاة الالحاد ينشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، ويضعف البعض أمام الموجات الإلحادية وخاصة الذين يريدون أن يعيشوا ملذات الحياة فيرون في الدين بعض القيود التي تزعجهم وتحد من شهواتهم فيلجؤون للإلحاد.
وأكد في أن الحاجة للدين ثابتة ورئيسة منذ الإنسان البدائي حتي المعاصر مع التقدم الهائل والمذهل.
وعدد البراهيم حاجات الإنسان للدين الفطرية، والأخلاقية، والروحية، والمعرفية، والقانونية، والإنسانية، والسياسية، متوقفا عن معظمها بالشرح والتبيان.
وخلص إلى أن الحاجة للدين تظهر أوقات الأزمات وتعرض الإنسان للموت في شكل الحاجة للقوي المطلق، ووسم تلك الغريزة بغريزة التوحيد وفطرة الإنسان المغروسة في جبلته، مستشهدًا برواية الإمام الصادق عليه السلام، حيث أن رجلًا سأل الإمام الصادق: ما الدليل على اللّه؟ ولا تذكر لي العالم والعرض والجوهر، فقال له: هل ركبت البحر؟ قال: نعم، قال: هل عصفت بكم الريح حتى خفتم الغرق؟ قال: نعم، قال: فهل انقطع رجاؤك من المركب والملاحين؟ قال: نعم، قال: فهل تتبعت نفسك أن ثم من ينجيك؟ قال: نعم، قال: فإن ذاك هو اللّه، قال اللّه تعالى «ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ».