جدي والمجد: في رثاء فقيد الدمام الحاج حسن النمر
حسن عبدالمحسن النمر
هو الحب لا يخفى على القلب امرهُ
اذا صار حزناً يشعل الروح جمرهُ
هو الحب يعطي الموت سيفاً مسلّطاً
عن الفتك يوماً ليس يؤمن شرّهُ
احبك يا جدي! وفقدك موجعٌ
وللقلب من فقد الاحبة كسره
وهل للفتى ان لا يهيم بجده
وقد فتق الابصار للنور نورهُ
وهل للفتى ان لا يهيم، وجده
هو الرجل الفياض بالخير نهره
سراجٌ به في حلكة الليل يهتدي
وقدوته المعطيه رشداً وفخره
غراس يديه ، من يعيش بذكره
وقد طاب في كل المسامع ذكرهُ
وان خفتت من طيب الذكر شمعةٌ
سيطلع في يوم القيامة فجرهُ
قضى عمره بالجود والخير والتقى
ولله رب العالمين مسيرهُ
كريمٌ ، حكيمٌ ، اريحيٌ ، وكفه
يجللها من ابيض الفعل خيره
وفي كفه الاخرى حسام عزيمةٍ
لاصعب ما في الدهر ان زاد عسره
واصعب ما في الدهر ان كان قاسياً
يناجزه -من جوهر الدين- صبره
عنيد ، شجاعٌ ، واثقٌ ومجاهدٌ
وشهمٌ على صعب المواقف كرّه
وقد يكتفي الانسان بالفخر مرةً
وقد حاز من كل المفاخر عمره
وبعض الذي ندريه يكفي، وبعضه
سيكشف في يوم القيامة سرّه
فيا ربي رضواناً وظلاً يظله
اذا اشتد من يوم القيامة حرّه
وفي جنة المأوى يكون مكرماً
ووجه رسول الله فيها يسرّه