مرض السيلياك: ماذا تحتاج أن تعرف عنه!
المترجم : عدنان أحمد الحاجي
هناك كثير من الالتباس بخصوص الداء البطني (مرض السيلياك)(1) واختيار الوجبات الغذائية “الخالية من الغلوتين” لذلك تحدثنا مع زوي سيلبي Zoe Selby، طالبة في السنة الأخيرة من مرحلة الماجستير حينئذ في دراسات علم التغذية، لمعرفة الغلوتين وكيف يمكن أن يتجنبه المصابون بمرض السيلياك ليبقوا متمتعبن بصحة جيدة.
مرض السيلياك يعتبر مرضًا من أمراض المناعة الذاتية الخطيرة، حيث يصاب الجسم بحساسية غير طبيعية تجاه الغلوتين. بالنسبة للمصاب بمرض السيلياك، فإن تناول الغلوتين بأي كمية، ولو كانت قطعة خبز، على سبيل المثال، يسبب تفاعل (حساسية) الجهاز المناعي ويضر ببطانة الأمعاء الدقيقة. بمجرد تضرر بطانة الأمعاء الدقيقة، فإن ذلك يؤثر في امتصاص الطعام والمواد المغذية.
هل تعلم أن مرض السيلياك يؤثر في المتوسط في واحد من كل 70 شخص تقريبًا في أستراليًا؟ ولا يزال حوالي 80% من هذا العدد غير مشخص بعد. وهذا يعني أن الغالبية العظمى من المصابين بمرض السيلياك لا يعرفون أنهم مصابون بالمرض بعد!. [المترجم: وقد ورد على صفحة موقع وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية أن واحدًا من كل 100 شخص مصاب بمرض السياليك(2)] .
كيف يُعلاج مرض السيلياك؟
يُعلاج مرض السيلياك بتجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين من الوجبات الغذائية [أو بإزالة الغلوتين منها] . ولهذا السبب تُعرف أيضًا باسم وجبةات الطعام الخالية من الغلوتين(2، 3). الغلوتين بروتين موجود في القمح، والشيقم (هجين من القمح والشيلم) والجاودار (الشيلم) والشوفان والشعير والمنتجات الغذائية التي تحتوي على أي من هذه الحبوب. الغلوتين بروتين مهم لأنه يعطي المنتجات المخبوزة مرونة وغالباً ما يستخدم كعامل مثخن (لزيادة اللزوجة)(4).
على الرغم من أن على المصابين بمرض السيلياك أن يتبعوا نظامًا غذائيًا خاليًا من الغلوتين(2، 3)، فمن المهم أيضًا عدم وجود تلوث (اختلاط) عرضي بين الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين والأطعمة الخالية من الغلوتين. على سبيل المثال، يجب على الشخص المصاب بمرض السيلياك استخدام محمصة مخصصة للأطعمة الخالية من الغلوتين لضمان عدم التلوث العرضي من فتات خبز [أي منتج من منتجات الخبز] محمص محتوٍ على غلوتين. في حالة حدوث التلوث العرضي بين نوعي الغذاء، سيؤدي ذلك إلى تضرر بطانة الأمعاء الدقيقة ومن المحتمل ظهور أعراض شائعة مثل الإسهال والغثيان واطلاق الريح (5) وآلام في البطن والتعب والضعف.
الوجبة الغذائية الخالية من الغلوتين تتطلب تغييرات في نمط الحياة واكتساب مهارات جديدة مثل قراءة ملصقات العلب الغذائية وتفسيرها. الوجبات الغذائية الخالية من الغلوتين بشكل صارم له آثار إيجابية في الصحة. فهو يقلل من الآثار الجانبية الضارة لمرض السيلياك مثل أمراض الجهاز الهضمي (6) ونقص التغذية(7) وفقدان الوزن والتعب.
كيف أعرف ما لو كنتُ مصابًا بمرض السيلياك؟
من المهم ملاحظة أن الأعراض تختلف بالنسبة للمصابين بمرض السيلياك، وقد لا يشتكي الكثير منهم من أي أعراض على الإطلاق، ومع ذلك يعانون من أضرار في الأمعاء الدقيقة (مرض السيلياك الصامت).
تشمل الأعراض الشائعة أعراض الجهاز الهضمي الطويلة الأخد persistent [أي التي تستمر 60 يومًا بعد التشخيص أو بعد بدء ظهور الأعراض، أو التنويم في المستشفى لـ 30 يومًا بعد التعافي من مرض حاد، بحسب التعريف(8)]. هذه الاعراض الطويلة الأمد تشمل الإسهال والإمساك والغثيان والقيء واطلاق الريح(5) والمغص وانتفاخ البطن(9) وآلام البطن والإسهال الدهني(10) والتعب لفترة طويلة والضعف والخمول. ومع ذلك، ضع في الاعتبار أن هناك الكثير من الأسباب الممكنة الأخرى لظهور هذه الأعراض.
لو شككت في إصابتك بمرض السياليك، فهناك فحوصات بسيطة يمكنها تشخيص الحالة. لكي تكون الفحوصات دقيقة، يجب أن يكون الغلوتين موجودًا في وجباتك الغذائية. بمجرد أن يتجنب الشخص الغلوتين لفترة من الزمن، سيصبح من الصعب تشخيص ما إذا كان يعاني من مرض السياليك.
هل اقتصارك على الوجبات الغذائيةالخالية من الغلوتين مجرد رغبة فيها؟
ارتفعت شعبية الوجبات الغذائية الخالية من الغلوتين حيث يختار الكثيرون هذه الوجبات على الرغم من عدم إصابتهم بمرض السيلياك. دعونا ندحض بعض الخرافات الواردة فيها….
الخرافة 1 – “الوجبات الغذائية الخالية من الغلوتين أكثر صحة من غيرها.” الوجبات الغذائية الخالية من الغلوتين ليست أكثر صحة من غيرها، إلا إذا كنت مصابًا بمرض السيلياك أو لديك حساسية ضد الغلوتين، أو غيرها من الاضطرابات المرتبطة بالغلوتين.
الخرافة 2 – “الوجبات الغذائية الخالية من الغلوتين تنفع لفقدان الوزن.” ما إذا كانت الوجبات الغذائية تشجع على فقدان الوزن أم لا، ليس لها علاقة باحتوائها على الغلوتين أو خلوها منه.
من المهم أن نعرف التأثيرات السلبية التي قد تكون للوجبات الغذائية الخالية من الغلوتين في الشخص الذي لا يحتاج بالضرورة اليها في وجباته الغذائية. خلو الوجبة الغذائية من الغلوتين يمكن أن يعرض الشخص لبعض مشكلات نقص التغذية(6). على سبيل المثال، هناك الكثير من العناصر الغذائية التي توجد عادة في الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين، مثل الحبوب التي تعد مصدرًا رئيسًا لحمض الفوليك وفيتامين B.
يُنصح دائمًا باستشارة أخصائي الرعاية الصحية مثل الطبيب العام وأخصائي التغذية المعتمد قبل أن تقرر ما إذا اخترت أن تقتصر على تناول الوجبات الغذائية الخالية من الغلوتين.
مصادر من داخل وخارج النص
1- “الداء البطني أو الداء الزلاقي أو السيلياك وأحيانًا يُسمى مرض حساسية القمح (celiac disease)، كلها أسماء متعددة لمرض واحد. هو مرض مناعي ذاتي مكتسب طويل الأمد، يؤثر في المقام الأول في الأمعاء الدقيقة، حيث يصاب الأفراد بعدم تحمل الغلوتين، الموجود في الأطعمة مثل القمح والشيلم المزوع (ومنه خبز الشيلم) والشعير. تشمل الأعراض التقليدية مشاكل الجهاز الهضمي مثل الاسهال المزمن وانتفاخ البطن (اطلاق الريح) وسوء الامتصاص عند الأطفال وفقدان الشهية وضعف النمو عند الأطفال” مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/شيلم_مزروع
2- https://www.moh.gov.sa/HealthAwareness/HealthDay/2023/Pages/HealthDay-2023-05-01-31-002.aspx
3- https://ar.wikipedia.org/wiki/غلوتين
4- https://ar.wikipedia.org/wiki/مثخن_(مادة)
5- https://ar.wikipedia.org/wiki/إطلاق_الريح
6- https://www.msdmanuals.com/ar/home/الاضطرابات-الهضميَّة/أعراض-اضطرابات-الجهاز-الهضمي/لمحة-عامة-عن-أعراض-الجهاز-الهضمي
7- https://www.msdmanuals.com/ar/home/اضطرابات-التغذية/نقصُ-التَّغذية-undernutrition/نقص-التغذية
8- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC81558
9- https://ar.wikipedia.org/wiki/الانتفاخ
10- https://ar.wikipedia.org/wiki/إسهال_دهني
المصدر الرئيس
https://habs.uq.edu.au/blog/2021/03/coeliac-disease-what-you-need-know-coeliac-awareness-week-13-20-march-2021