هل الكتابة تحسن الصحة
طالب البقشي
من المعروف أن الصحة العامة من أولى اهتمامات الانسان لإدراكه أن سعادة الحياة لا تكتمل إلا بالسلامة الجسدية والعيش دون أمراض، وبطبيعة البشر أن بدايات العمر للإنسان غالبًا خالية من الأمراض والأعراض الصحية، ومع تقادم العمر قد يصاب الإنسان بنوازل وأمراض صحية.
من هنا يبدأ الإنسان مرحلة الإدراك والوعي والعناية بحالته الصحية، والبحث في كيفية التداوي بشتى السبل وإنفاق الأموال في سبيل المحافظة واستعادة الصحة، وتجد البعض يستشير الأطباء في كيفية تخفيف أعراض المرض ولا سيما الأمراض المزمنة والمستعصية التي تسبب ألآم تؤرق الأنسان في مسيرة حياته، فيجرب بعض المرضى كثيرًا من الوسائل المتنوعة كاستخدام العقاقير أو الطب البديل، أو الإبر الصينية وجلسات اليوغا والاسترخاء في سبيل التعافي من أعراض معينة.
ويؤمن كثير من الأفراد أن التشافي لا يتم إلا باستخدام الأدوية والعقاقير، إلا أن العلم الحديث أثبت بالتجارب العلمية أن هناك وسائل وطرق حديثه تساعد الأفراد على الاستشفاء الجسدي من أعراض بعض الأمراض من خلال عدة طرق مبتكره مؤثره بشكل مباشر تساعد على أن يتمتع الأنسان بحالة صحية مستدامة وتمد في عمره، ومنها الاستشفاء بالكتابة والاستشفاء بالقراءة واستخدام جلسات اليوغا أوممارسة برامج الاسترخاء أو تعلم البرمجة العصبية
وإتقان إدارة المشاعر، فقد ذكر أن بداية الثمانينات كان مُنظِّرو البرمجة اللغوية العصبية قد انطلقوا لتطوير محاولات علاج القلق والاكتئاب إلى الصرع ونزلات البرد ومرض باركينسونز والسرطان.
وفي تقرير جديد نشره موقع “ريدرز دايجست” Readers Digest” أوضح أن الكتابة والتأليف، وخاصة كتابة الشعر والقصائد، يؤدي إلى تقليل إفراز هرمون الكورتيزون المضر بالإنسان، ويؤدي إلى تحسين مزاجه العام، وتوفير الراحة والاسترخاء له.
ومن المعروف علميًا أن هرومون الكورتيزون يؤثر سلبًا على أجساد البشر، حيث يتم إنتاجه في الغدد الكظرية عندما يدخل الإنسان في حالة من التوتر، ويؤثر سلبًا على صحة الشخص، حيث إن إفرازه بشكل زائد يؤدي إلى زيادة دهون البطن والالتهاب العام وجفاف الجلد وأعراض أخرى سيئة.
وقد أشار علماء وباحثون إلى أن الكتابة من شأنها أن تحسن صحة الشخص وأنها مفيدة لحياته العامة، وهذا ما يقودنا للتقصي والبحث في سير وحياة الكتاب ومدى ارتباط الكتابة وتأثيرها على حقيقة القول إن الكاتب يعيش حياة أطول ويتمتع بصحة أفضل مقارنة بأقرانه الذين لا يكتبون ولا ينغمسون في التأليف.
وقد يكون هذا الادعاء قريبًا من الحقيقه أو يطابقها بدليل أن نشاط الكاتب تحيط به أجواء هادئة في غالب الأوقات مما يجعله يسترسل في إشغال العقل بتجميع الأفكار للتأليف والاطلاع على الكتب والابتعاد عن التوتر وهموم الحياة المتراكمة في عقله، والولوج في عالم الثقافة والاستغراق في حالة من الاسترخاء والهدوء، وبذلك يتحسن المزاج العام والرغبة في النوم والراحة وبالتالي صحة أفضل.
وتعد الكتابة وسيلة لإخراج الأفكار السلبية والمشاعر المكبوتة التي لا نستطيع البوح بها والتعبير عنها، وهو من أنواع العلاج النفسي والروحي التي تجعل الجسد يفرغ شحنات التوتر والقلق والاستمتاع بحالة من الهدوء والاسترخاء والراحة وتحسن في الصحة، إضافة لتقوية الجانب الأدبي لدى الفرد كما ذكر في موقع ” “Positive Psychology 𝐏𝐫𝐨𝐠𝐫𝐚𝐦.
وقد أجريت تجارب على عدد من الأشخاص يعانون بعض الأمراض البدنية مثل الربو والتهاب المفاصل الروماتيودي؛ ووجد أنه بعد الانتظام على الكتابة سجل تحسن في صحتهم النفسية وتحسن ملحوظ في أعراض المرض كذلك.
لذلك أقول لأصدقائنا القراء في ضوء عصرنا المتسارع والمشحون بضغوط الحياة ومعاناة الكثير من التوتر والقلق لنتعلم مهارة الكتابة، فلولم ننعم بالاسترخاء والهدوء وتحسن صحتنا العامة فأننا اكتسبنا مهارة أدبية جديده وتعرفنا على كيفية إدارة صحتنا الشخصية وكتاب ” لياقات الكاتب” لمؤلفته دورثي براندي من الكتب التي تعلم الكاتب المبتدئ كيف يضع قدمه على الطريق الصحيح في الكتابة.