حسين بن الملا سعيد الخاطر طموح في خدمة المجتمع
زكريا أبو سرير
قد يتسابق الكثير من المجدين والمجتهدين في الارتقاء لعلو المناصب الإدارية والقيادية في مقر أعمالهم، وهذا أمر طبيعي ومطلوب أن يكون الإنسان دائمًا في حالة من التجديد ومن ذوي الهمم العالية لكي يصبح في مكانة تجعله في ارتياح نفسي وسعادة ذاتية، ومنها يحقق أحلامه أو جملة من أحلامه الشخصية والعائلية والاجتماعية والوطنية، وهذا مطلب قرآني، ومنهج ناجح ومسلك توجيهي من الله لعباده، حين قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) سورة المطففين آية 26.
هذا التوجيه القرآني والسلوك الراقي يطبقه ويسعى له وبكل جهد فئة معينة من المجتمع ذوو همم عالية وطموح متميز على صعيد حياتهم الشخصية أو الاجتماعية، فلا يتوقف طموحهم وعطاؤهم لمجرد انتهاء فترة معينة من حياتهم وهي مرحلة ما تسمى بالتقاعد أو بالتخلي عن وظائفهم الكسبية، بل هم من الذين لم يركنوا إلى الراحة الشخصية عندما انتهوا من هذا المشوار الطويل وهذه الرحلة المتنوعة بالعلم والعمل، والثقافة وبالجهاد الشخصي والأسري، وهو الكدح في سبيل توفير لقمة العيش الهنيء للتنعم بالراحة والاستقرار وتحقيق بعض الطموح والأحلام الشخصية والعائلية، بل ذهبت هممهم العالية والإنسانية إلى أبعد من ذلك للبحث عن طرق أخرى لسعادة غيرهم من أبناء جلدتهم ومجتمعهم، حيث يمثل المجتمع بالنسبة لهم عن الجسد الكبير الذي يضم كل أبنائه فيه وحوله بل هو قلبهم النابض، ولهذا ذهبت هممهم الإنسانية العالية لأن يكونوا سباقين لفعل الخيرات في تضميد أوجاع وجراحات ذلك الجسد الذي احتضن قبلهم آباءهم وأجدادهم ومن ثم هم وأبناءهم وسوف يحتضن الأجيال القادمة من أبناء مجتمعهم.
من أبناء هذا الأنموذج التربوي الراقي والصالح والإنساني صاحب الحس الأبوي والأخوي والغيور والمحب والبار لمجتعه القديحي حسين بن الحاج ملا سعيد الخاطر رحمه الله تعالى، فهو ينحدر من أسرة مباركة صنعها ذلك الوجيه المعروف اجتماعيًا ووطنيًا. وتميزت شخصية أبيه بسمات كثيرة، منها حبه لوطنه ومجتمعه وأبنائه بل وخدمتهم على كل صعيد دون كلل أو ملل، كما أنه كان يتمتع بثقافة واسعة وشاملة وذو بصيرة واعية لزمانها مدركة كل أبعاد الحياة الحاضرة والمستقبلية، ولهذا أنتجت هذه التربية الحسنة والرائعة أبناء ورثوا تلك الصفات الجميلة من ملهمهم الأول الذي ورثوا عنه كل الصفات والسمات الإنسانية الراقية والجميلة، وكان مثالًا لما ورد في السنة النبوية الشريفة من قوله (ص):
(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).
هذا الوجيه الاجتماعي والوطني والديني الملا سعيد الخاطر رحمه الله هو اسم على مسمى، فقد كان سعيدًا في الدنيا وسعيدًا بإذن الله في الآخرة حيث قد وفق بالفعل لتحقيق هذه الوصايا النبوية الشريفة قبل رحيله وبعد رحيله من دار الفناء. إن بدأنا في الصدقة الجارية فأبناؤه ومجتمعه يعلمون بتلك الصدقة الجارية أدامها الله عليه بنعيم الآخرة، وفي جانب العلم النفعي من خلال ما تعلمه وعلمه أبناءه وأبناء مجتمعه، ومن خلال مجلسه الحسيني المبارك الذي تم تأسيسه على يديه الكريمتين والمستمر في عطائه حتى بعد رحيله إلى الرفيق الأعلى، وآخر تلك الوصايا الكريمة ولد صالح يدعو له، وهذا قد لمسه البعيد قبل القريب في أبناء المرحوم الحاج ملا سعيد الخاطر كيف أنهم يتمتعون بحسن التربية الصالحة من الأخلاق العالية والكرم وحسن العشرة مع الآخرين من أبناء مجتعهم وخارجه، فهم نعم الممثل للوالدهم رحمه الله في الدنيا، وهنيئا لوالدهم بهم وهنيئًا لهم بهذا الأب الفاضل وبالتوفيق الإلهي الذي لم ينله من فراغ بل من سعي وتعب وجهد أخذ من صحته وراحته الكثير في سبيل تحقيق هذه الأمنيات الدنيوية والأخروية.
واحدة من ثمرات تلك الشجرة الطيبة والمباركة الذي ورثت وامتازت بهذه السمات الجميلة والرائعة التي خلفها وراءه ولده حسين، حيث نهضت همته الإنسانية والاجتماعية التي ورثها من أبيه وتربى في أجوائها وسمائها عمرًا مديدًا في كنف والده حيث زرع فيهم حب خدمة وطنهم ومجتمعهم، وتوجه بالسعي بعد توفيق الله والتوكل عليه وبدعم من أبناء مجتمعه وخارجه لأجل نيل ثقتهم به وبجهوده المخلصة وخبرته الإدارية العملية الواسعة التي صقلها بالعلم والعمل معًا حتى تدرّج لمناصب عليا في مجاله العملي المصرفي وغيره حتى أشير له بالبنان، هذا كله مع نخبة من أبناء المجتمع القديحي الأوفياء سوف يصبه في واحدة من المؤسسات التطوعية الاجتماعية الإنسانية في مجتمعه إذا وفق في إدارة مجلسها وهي جمعية القديح الخيرية المباركة.
فنحن نشيد بأبناء القديح الأوفياء بدعم هذه الشخصية الكريمة والوفية لوطنها ومجتمعها لبلوغها هذه المنية الخدمية التطوعية والإنسانية والنبيلة لتقديم أفضل ما عنده بالوسائل الحديثة والمتجددة وبعقل نير ومنفتح بثقافة تواكب عصرها وفي ظل رؤية 2030، كما نهيب بالأخوة المتقدمين والمنافسين لهذا المنصب الاجتماعي والإداري الخدمي التطوعي حيث نتوجه لهم جميعًا الشكر والتقدير فهم جميعًا محل فخر واعتزاز للوطن والمجتمع.