اختفاء باعة الشاي من شوارع الأحساء
عدنان الغزال : الدمام
نماذج العمل في قطاع الأغذية، وتحديدا في المطاعم والمقاهي بمناطق المملكة ومحافظاتها، اختلفت اختلافًا جذريًا قبل وبعد جائحة «كوفيد-19»، فلم تعد مزاولة إعداد وبيع «الشاي» على الجمر على الأرصفة وفي الميادين العامة والطرقات الداخلية أو السريعة باستخدام أدوات بسيطة مفضلة عند الكثير من الزبائن، علاوة على مخالفتها اشتراطات البلدية، وتعتبر «تشوها بصريا»، حتى اختفت كليًا من الميادين والطرقات، لتحل محلها مواقع مرخصة من منصة «بلدي» التابعة لوزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، تحقق كل الاشتراطات البلدية، بالإضافة إلى تحقيقها اشتراطات السلامة للعاملين فيها والمرتادين لها، ومن بينها: المقاهي المغلقة، والجلسات المفتوحة، وعربات الأغذية.
شيء من الماضي
أبان ماجد القحطاني أن بسطات بيع الشاي في الطرقات والميادين العامة في الأحساء باتت شيئًا من الماضي، ولم يعد لها سيرة أو ذكر، بل تحول أصحابها إلى ملاك «مقاهٍ» بطابع متطور وسياحي، تستقبل أعدادًا كبيرة من المستهلكين من داخل الأحساء وخارجها، مستشهدًا في ذلك ببسطات الشاي التي كانت تنتشر في السابق على امتداد الطريق الدائري في جنوب الهفوف، والتي تحولت بعضها إلى عربات أغذية وجلسات مفتوحة في حي الوفرة القريب من مطار الأحساء الدولي، وتضاعفت الإيرادات والأرباح، وتطورت قوائم المشروبات من الشاي إلى مختلف أنواع المشروبات والمأكولات، وتفنن ملاك تلك المشاريع في إضافة الديكورات واللمسات الجمالية عليها، لتستهوي المرتادين لقضاء بعض الوقت في تلك الجلسات المفتوحة. وأضاف أن قطاع المطاعم والمقاهي من القطاعات التي تستلزم التطوير وملاحقة رغبات الزبائن وإلا مصيرها الفشل.
ارتفاع الأسعار
أبانت زينب علي، بائعة مشروبات ساخنة في عربة أغذية، أن مفهوم «بسطة الشاي» بمفهومها التقليدي قد تغير تمامًا، حيث تحولت إلى فكرة مشابهة لها كبسطات في المهرجانات والفعاليات «المؤقتة»، حيث تجد بسطة «بوث» لبيع الشاي في مهرجان أو داخل فعالية في متنزه أو حديقة عامة، ولم تعد أسعار الشاي بريال أو ريالين للكأس الواحد، حيث ارتفعت الأسعار بعد استئجار أرضية «بوث»، وتوفير حزمة من المشروبات الساخنة، والنكهات المختلفة للشاي.
محطات وقود
أكد شاب سعودي، كان يعمل في بسطة لبيع الشاي بشارع حيوي يقع في الضلع الشرقي (الطريق الدائري)، قبل أن ينتقل إلى وظيفة أخرى، أن إيراده اليومي خلال ساعات المساء من الرابعة عصرًا حتى الثانية عشرة ليلًا يصل إلى 250 ريالا في أيام الإجازات ونهاية الأسبوع، وذلك قبل نحو 10 أعوام، وقرر الاستغناء عن بسطة الشاي بعد الوظيفة، مبينًا أن مقاهي محطات الوقود المنتشرة في كل الأرجاء أسهمت في مزاحمة باعة بسطات الشاي قبل جائحة كورونا، وزادتها الاشتراطات الجديدة التي تُلزم جميع محطات الوقود بتوفير مقهى في المحطة.
تخصيص موقع
أضاف علاء الشهاب (عقاري) أن أمانة الأحساء نجحت حينما خصصت موقعًا كبيرًا يتسع لأكثر من 300 عربة أغذية بجلسات مفتوحة في جنوب الهفوف (مخطط جديد)، واستطاعت نقل التنمية والتطور العمراني في هذه القطعة بشكل جيد، مما أعطى توسعًا وانتشارًا للسكان إلى أطراف المدينة، متوقعًا أن يشهد جنوب الهفوف المزيد من المشاريع السياحية والترفيهية والمهرجانات خلال الفترة المقبلة، ويتحول الموقع من شتوي إلى موقع سياحي وترفيهي على مدى العام، ويتحول الموقع من مخطط جديد إلى مخطط يعج بالحركة، مع استقطاب شركات سياحية وترفيهية كبرى، داعيًا إلى تعميم نموذج عمل عربات الأغذية في مواقع محاذية لمناطق النطاق العمراني الجديدة، لسهولة وإمكانية تطبيقها بتكاليف مالية «محدودة» مقارنة بالمشاريع الأخرى، وسهولة تجهيزاتها، وتوفيرها فرص عمل كثيرة، إذ توفر كل عربة تغذية ما لا يقل عن 5 فرص وظيفية للشباب والفتيات السعوديين، إلى جانب تشغيل مجموعة من الأسر المنتجة في توفير الوجبات لهذه العربات.