كذبة مشاري وسارة تؤكد حرص الجهات الأمنية و إنسانية المجتمع
بشائر: الدمام
بعد نفي المرور السعودي واقعة وفاة 8 أشخاص من أسرة واحدة، عجّت وسائل التواصل بأصوات الاستنكار من الفعل الذي قام به صاحب الحساب المدعو “مشاري” -على افتراض أن هذا اسمه الحقيقي- حيث تذكّر رواد المواقع، واقعة سارة إبراهيم والتي تتشابه في فصولها مع قصة المدعو مشاري.
حيث أن سارة إبراهيم ادعت إصابتها بسرطان في الدم، وانهال عليها الدعم المادي (تبرعات مالية) ودعم معنوي (قام البعض بحلق شعرهم تضامنا مع الصور التي نشرتها -تبين فيما بعد أنها ليست لها- حيث أظهرت الصور، صورة فتاة حليقة الرأس نتيجة لفقدان شعرها بسبب العلاج الكيميائي .
وعلى نفس المنوال، قام مشاري بالادعاء عن وقوع حادث أسفر عن وفاة أفراد من أسرته ومن ثم وفاته والإعلان عن ذلك عبر حسابه على منصة “إكس”، إلا أن بيان المرور كشف تلك الخدعة.
وكانت ردود الأفعال متباينة، حيث أن البعض أعزى وقوع مثل هذه الأفعال الاحتيالية لطيبة الشعب وسهولة استثارة عواطفه، وطالب بعدم الانجراف وراء المشاعر وتحكيم العقل خاصة في فضاء الانترنت.
وفريق رأى أن هذا التفاعل هو مثال جلي على التكافل الاجتماعي والمروءة، ويرون بضرورة التمسك به، مؤكدين أن الخلل في الأشخاص الذين اختلقوا القصص الوهمية وليس في الأشخاص الأسوياء الذين تعاملوا بما يمليه عليهم دينهم وإنسانيتهم.
هذا وقد أوضحت النيابة العامة سابقا أن إنتاج الشائعات أو الأخبار الزائفة التي من شأنها المساس بالنظام أو الأمن العام أو إرسالها أو إعادة إرسالها عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو أي وسيلة تقنية، تندرج ضمن الجرائم المعلوماتية التي تصل عقوبتها للسجن خمس سنوات، وغرامة ثلاثة ملايين ريال.
مروءة وإنسانية
وحول مسألة التعاطف مع مثل هذه الحالات الإنسانية أكدت المختصة الاجتماعية الأستاذة منال الصومالي أن التعاطف سمة إنسانية أصيلة وذات أبعاد دينية في المجتمع العربي المسلم.
ولا ينبغي الندم على التعاطف الذي شعر به غالبية الأشخاص عند سماعهم لمثل هذه القصص، لأن الخلل ليس في تعاطفهم وإنما الخلل في الشخص الغير سوي الذي قام باختلاق الكذبة لأسباب متعددة منها احتمالية إصابة الشخص باضطراب الشخصية السايكوباثية أو الهستيرية.
كما قالت الصومالي أن الرحمة من صفات الله تعالى والتعامل بالرحمة والتعاطف بين الناس أساس في ديننا، وعليه فالتعاطف ليس سذاجة بل فطرة سوية ذات بُعد ديني.
وطن حريص
ونوهت الصومالي أن الجهات الأمنية حريصة على النسيج المجتمعي والدليل هو سرعة التفاعل مع الأخبار المغلوطة ونشرهم النفي على صفحاتهم الرسمية لحماية الأفراد من الانجراف خلف الأخبار الوهمية، كما وفرت لهم المنصات الرسمية لاستقاء المعلومات والأخبار، وضمنت لهم وصول التبرعات المالية لمستحقيها عن طريق منصة إحسان.
موضحة أن بعض الأشخاص الذين يستدرون العاطفة بمثل هذه القصص قد يستهدفون بشكل أساسي الجانب الأمني لأغراض معينة.