الأدب أهميته وعلاقتة بعاشوراء
رقية السمين – الدمام
طرح الخطيب آل قنبر محاضرة بعنوان ((الاتصال بعاشوراء الحسين والمحافظة عليها)) في الليلة الثانية من شهر محرم الجاري ضمن سلسلة بحوث يقدمها بمأتم بقية الله بسيهات، وقال أن الاتصال بقضية الإمام له آليات متعددة أهمها الأدب والرثاء.
ووضح أن رثاء الحسين ينقسم إلى ثلاثة محاور (عاطفي، أخلاقي، وعقائدي) مشيراً إلى أن هناك من يشكك بقيمة المحور الأول وفائدته دون طرح تحليلي وعلمي.
وردّ آل قنبر على ذلك أمام حشد من حضور المأتم بأن سرد مقامات الحسين وفضائله ومصيبته التي أبكت السماوات والأرض لاتقل أهمية عن الجوانب الأخرى ولذلك خلد الإمام في جميع الشرائح من خلال أثر الأدب والرثاء الذي يحرك مشاعر المستمع ويلهب قلبه اتجاه عاشوراء كربلاء.
وأكد على (أن العلماء والأدباء والنعاة والشعراء والخطباء والرسامين والخطاطين والمحاضرين والرواديد) كلّ له حضور ودور مهم بالاتصال و تخليد عاشوراء. ولو تخلّتْ هذه الشرائح وتصدى العلماء وحدهم لهذا الدور (لبقي الحسين فكرا مجردا ومفهوما نظريا) فقط.
ونوّه بأن (قوة الفكر ليست القوة الوحيدة المؤثرة على حياة الإنسان وسلوكه واتجاهاته وميوله)) وبأن للعاطفة أيضا أثراً ولهذا جند أهل البيت الرثاء الحسيني العاطفي بكلمات (مكهربة) تأجج مشاعر المستمع وتأخذه لكربلاء مستشهدا ببيتين للجواهري:
(وطفت بقبرك طوف الخيال~بصومعة الملهم المبدع)
(كأن يدا من وراء الضريح ~حمراء مبتورة الإصبع).
ومضى يقول موجهاً خطابه للفئة الشابة من المعزين إن رثاء الإمام يحمل رسائل أخلاقية ومواعظ تثري خبراتهم وتنير بصيرتهم وتحثهم على مراقبة النفس مثلما جاء في هذه الابيات للشيخ الدمستاني:
(غطى الشباب على عقلي فأضحكني
وأسفر الشيب عن جهلي فأبكاني
إذا تأملت ماأسلفت خامرني
حزن يذوب به قلبي وجثماني
حَتَّى كأنِّي تَذَكَّرتُ الحُسَينَ و قَد
سُلَّت عَلَيهِ ظُبا بَغي و عُدوانِ).
و وضح تجلي الجانب العقائدي بالأدب واتصاله بالحسين بأنه (يغرس ويعزز معتقدات الناس)، وطرح مثالاً على ذلك عقيدة زائري الإمام بأنه يسمع سلامهم ويرى بكائهم ويعلم خطوبهم، حينما يقول الشاعر:
(فإذا دنوت من الضريح فقف ولا
تحبس دموعك فهو وقت صبابها
واعلم بأن السبط مطلع يرى
زواره ويعي جميع خطابها)
وشدد آل قنبر لا ينبغي أن نأخذ عاشوراء من جانب واحد وهو الجانب المأساوي للقضية مبيناً أن هدف وجوهر حركة الإمام الحسين هو إعادة روح الدين والإسلام.