في ذكرى اليوم العالمي لكبار السن
أحمد الخرمدي
ونحن ما نزال نعيش ذكرى اليوم العالمي لكبار السن الذي يوافق الأول من أكتوبر كل عام، إن من الواجب علينا أن نستذكر البعض من الكلمات الطيبة والعبارات المحفزة، هي مشاعر لها قيمتها على المستوى الإنساني والتربوي، وهي مقياس وفاء تجاه أجدادنا وأبائنا وذوينا من الأقارب والأنساب، ومن تقدم بهم العمر من مجتمعنا عمومًا.
وقد ورد الكثير من الأقوال والحكم الطيبة عن كبار السن، فهم أعمدة البيوت ومصابيحها وهم من يحبون لنا الخير، هم ومتى زاد بهم العمر زادت معهم البركة، قلوبهم دافئة فيها كل الحب والحنان، كبار السن هم ألطف الناس الذين نقابلهم ويسعدون بلقائنا، يعرفوننا من لمسات أيدينا وكأنهم يستشعرون عروق دماء أجسامنا ومن كلامنا، دعواتهم لنا فيها رضى الخالق سبحانه، تريح القلوب وتجبر الخواطر، كلمة بسيطة من أحدهم/ إحداهن _أطال الله في أعمارهم_ فيها قبلة سلام، تكون لنا كالهواء والماء والطعام، غذاء معنوي متكامل، يغمرنا بالفرح والمسرات، ويشعرنا بأننا من مواليد الساعة.
هل لنا أن ننسى فضل الأم التي أحتضنتنا في أحشائها وقاسمتنا أنفاسها وهمساتها، تأكل لتغذينا، كم سببنا لها من التعب والألم وكم من الٱهات عانتها قبل أن ترى أعيننا النور، ولا ننسى ذلك الأب الحنون الذي كان يواصل الليل بالنهار ليؤمن لنا حياة سعيدة، وها هو الآن قد تقدم به العمر وقد خطت تجاعيد الزمن محيِّاه وحفرت الهموم مقلتيه.
إن لكبار السن علينا حقوقًا، وخص الشرع الرعاية والبر لهم، وإن الأسلام الحنيف دعى إلى التراحم بين أفراد المجتمع ومعاملة كبار السن معاملة حسنة وتأمين الحياة الكريمة لهم، من أجل إسعادهم بعد أن بذلوا عصار حياتهم وأدوا دورهم في الحياة على أكمل ما يكون، علينا احترامهم وتوقيرهم حتى يشعرون بالرضا والسعادة والأثر الطيب على نفوسهم، وبذلك نكسب رضاء الله وتوفيقه لنا ولذريتنا، وليبارك الله في مجتمعنا ويزيده رفعة وإحسانًا.