الدكتور ساميّ السلطان.. يبحث في أساليب التعامل مع الهوية المختطفة على منصة مجلس الزهراء
زينب المطاوعة: الدمام
ضمن سلسلة المحاضرات المجتمعية أقام مجلس الزهراء الثقافي محاضرة بعنوان التعامل مع الهوية المختطفة للدكتور سامي حسين السلطان، حيث تطرق في حديثة إلى خصائص الهويه المكتسبة، نظرية التنافر المعرفي السلوكي، منهج التفاعل الاستراتيجي، التواصل الهادف.
وتحدث الدكتور في بداية محاضرته عن اختطاف الهوية والتأثير العميق على الفرد، خاصة أولئك الذين تعرضوا لبيئات خارجية أو انتموا إلى جماعات أو منظمات ذات أهداف تختلف عن بيئتهم الأصلية والتغيرات التي تصفها تعكس تحولًا جذريًا في الشخصية والهوية، حيث يتغير الشخص من الداخل، ويبدأ في تبني سلوكيات وأفكار جديدة قد تكون بعيدة تمامًا عن جذوره وهويته الأصلية.
وكيف إن اختطاف الهوية يكون حالة انفصال تدريجي عن الهوية الأصلية للشخص، سواء كانت هوية دينية، وطنية، ثقافية، لغوية، أو اجتماعية. هذا يحدث عندما يتعرض الفرد لتأثيرات خارجية قوية من منظمات أو جماعات تسعى لتغيير مبادئه وقيمه وتسعى لتدمير عقله حتى يصبح الشخص غريبًا عن نفسه وعن مجتمعه الأصلي.
ثم تطرق للحديث عن مبادئ التأثير المدمر للفرد وشخصيته منها خلق الإحساس بالعجز والتلاعب الروحاني واغراقه بالمعلومات والحرص على الغموض وعدم الانتباه
وانطلق بعد ذلك للحديث عن أساليب العرض والتأثير التي يستخدمها البعض على الشخصية المختطفة كالتلاعب بمشاعره والتضليل والخداع والتحريف وأسلوب الشيطنة والتكرار.
كما تحدث عن أساليب تغيير الأفكار والمعتقدات بطرق غير مباشرة ومؤثرة، والتي غالبًا ما تستخدم لأغراض التلاعب والتضليل كمحاولة التغيير والتأثير بطرق عديدة بعضها ايجابي وآخر سلبي بمساعدة الأصدقاء ونشر الشائعات، واستخدام أساليب خادعة بتزوير المعلومات والوثائق واتخاذ أسلوب الشيطنة وهو اتهام الافراد والجماعات بصفات سلبية غير عادلة، بث الشائعات وتكرارها، اختطاف الأفكار والمعتقدات حيث يتم التحكم في عقول الناس دون علمهم.
وأشار إلى صفات الافراد الضحية منها الشك والكذب والخوف والكراهية والرغبة في الانعزال وزهدهم بوجود الآخرين حتى يصبح تعاملهم مع المجتمع مبني على الارتياب وسوء النية وبث روح الكراهية.
وذكر إنه لابد من تفعيل مسؤولية المجتمع حيال ذلك الأمر ومحاولة إيجاد أساليب مناسبة للتعامل مع هذه الفئة بالتواصي بأسلوب الرفق واللين، وتحريك نقاط القوة في حياة الآخر، والتواصي بالصبر والثبات لعلاج الأمور بتعقل حتى لو طالت المدة، وكذلك التواصي بالمرحمة والتعاطف مع آلام الآخر والمشاركة في الحل.
ولم ينسى الحديث عن ضرورة دعم الوالدين النفسي والروحي للضحية وذلك من خلال التأكيد على ضرورة تجنب لوم النفس والتركيز على الحلول بدلاً من الاستغراق في الماضي، والدعم الروحي وضرورة الإيمان بالله ودعائه في التغلب على الصعوبات، كما إنه لابد من تقديم الدعم والحب لهم، وأهمية بناء علاقة مبنية على الثقة والمودة معهم، وعدم البحث عن أسباب ذلك بل الاهتمام بإيجاد حلول.
كما أكد على أهمية إنشاء علاقة قوية مع الضحية بحيث تكون مبنية على الحب غير المشروط والثقة المطلقة به وبث الأمان بداخله بدون تهديد.
وأشار السلطان إلى أن المنظمة استخدمت عدة مداخل للتأثير على الضحية ولك من خلال عواطفه وافكاره وسلوكه لخلق تنافر وعدم انسجام بين مكونات الفرد واستغلاله للتأثير في باقي المكونات
وبعدها تحدث عن المنهج التفاعلي الاستراتيجي لتعامل مع الضحية من قِبل الوالدين حيث إن بناء الألفة والثقة اهم ركيزة في ذلك كما لابد من استخدام خطوات تفاعلية صغيرة متتالية ومراجعة الخطوات ورَدّات الفعل وتقييمها باستمرار، البحث عن موضوعات اهتمام مشتركة واستحضار الذكريات الجميلة والمشاعر الإيجابية وغيرها.
وشدد على أهمية التواصل الهادف مع الضحية لإزالة مخاوفه بالتدريج، واستخدام الأسئلة المناسبة، وتقديم رسائل إيجابية وداعمة. الأهم هو أن يشعر الشخص أن العودة إلى ذاته الأصلية هي قراره الشخصي، وليس شيئًا مفروضًا عليه
وقد قدم الدكتور سامي رؤية متكاملة للتعامل مع هذه القضية، مع تركيز على أهمية استعادة الضحية من خلال التفاهم، الحب غير المشروط، والتواصل الإيجابي.
وفي الختام قدم مجلس الزهراء الثقافي شهادة شكر مع لوحه تراثيه إلى المحاضر الدكتور سامي حسين السلطان.
الجدير بالذكر أن الدكتور سامي السلطان خريج إدارة الانتاج والعمليات من جامعة سالفورد في بريطانيا، يشغل حالياًمنصب محاضر متفرغ للخدمة المجتمعية في عده مجالات إجتماعيه وأخرى، كان موظف سابق كعضو هيئه تدريس بجامعةالملك عبد العزيز في جده وهو ايضا مؤسس في كلية الجبيل الجامعية بالهيئة الملكية وله ايضا عده مشاركات محليه ودوليه.