مصطفى الشعلة: ثلاث خطوات لجعل عامك الجديد أكثر نجاحا
زينب المطاوعة: الدمام
ضمن سلسلة المحاضرات المجتمعية، قدم مجلس الزهراء الثقافي الجلسة الثانية عشر، بعنوان ثلاث خطوات لجعل عامك الجديد أكثر نجاحاً للسيد مصطفى علوي الشعلة.
وذكر السيد مصطفى الشعلة أن الخطوة الأولى هي تدوين وجدولة الأهداف، ثانياً تحسين العادات، وثالثاً الجرد وتنظيف المتركمات.
وذكر إن محاضرة الليلة تقدم لنا مقتطفات من كتيب له، والذي يحمل عنوان “من تساوى يوماه فهو مغبون”، مستلهماً من قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. الفكرة من وراء هذا العنوان وهي دعوة صريحة للتطور المستمر؛ ولا يجب أن يكون يومنا مثل أمسنا، بل علينا دائمًا السعي للأفضل.
بعد ذلك أشار الشعلة إلى ثلاث خطوات عملية للتحسين الشخصي، يقدمها كأدوات فعالة قابلة للتطبيق في ورش عمل، يمكن للمجموعات أو العائلات القيام بها مع بداية كل عام أو موسم جديد، مثل بداية العام الدراسي أو شهر رمضان.
وأول تلك الخطوات تدوين وجدولة الأهداف بحيث يكتب الفرد أهدافه الشخصية في كل المجالات، ويدوّن ما حققته هذا العام وما تسعى لتحقيقه في العام المقبل، وعليه مراجعة هذه الأهداف بإنتظام، وجعلها مرجعًا لقياس تقدمه، وذكر أن الأهداف ليست مجرد قائمة، بل دليل يقودك لتحقيق تطور حياتك.
ثم ذكر أن الهدف الهرمي هو من أهم الأفكار في تحديد الأهداف وصياغتها بشكل يلبي احتياجات الشخص ويوجه حياته بطريقة منظمة وذات معنى. والهدف الهرمي يتدرج من الأعلى (الهدف الأسمى) وصولًا إلى المهام اليومية الصغيرة التي تنفذها لدعمه.
وذكر تعريفاً للهدف الهرمي على إنه عبارة عن استراتيجية تساعدك في ترتيب أولوياتك من الأهداف الكبرى إلى الصغيرة،بحيث تكون كل خطوة أو مهمة صغيرة تتماشى وتدعم تحقيق الهدف النهائي أو الأسمى. مثلًا، الأهداف اليومية كإنجاز مهام العمل، قضاء وقت مع العائلة، أو حتى قضاء وقت للترفيه تكون جميعها متجهة لتحقيق الهدف الكبير.
واقترح طريقة تحديد الهدف الهرمي وذلك بإنشاء نهجًا مكونًا من مستويات تدريجية، يساعد الشباب على تحديد أهدافهم الرئيسية، خاصة عند اختيار التخصص أو اتخاذ قرار مصيري، مبتدئ بالهدف الإنساني ومن ثم تحديد الشغف الشخصي الواضح والميول المهنية التي تتناسب مع طبيعتك أو شخصيتك والهدف المادي والذي يُعتبر الأقل إلهامًا لأنه قد يجعلك تشعر بأنك مجرد أداة إنتاج.
وتحدث بعد ذلك عن كيف نصيغ الهدف في الحياة ذلك السؤال السهل الممتنع، لكنه فعلاً من أصعب الأسئلة لأنه يتطلب عمقًا وربطًا بين إيماننا وقيمنا وحياتنا اليومية.
كما شدد على ضرورة اتخاذ هدف سامٍ يمثل رسالتك في الحياة. يمكنك استلهامه من قيمك وعقيدتك، مثل الاستخلاف في الأرض أو كونك عنصرًا فعّالًا ومحبًّا للسلام. يمكن لهذا الهدف أن يكون شاملًا وكبيرًا ويعكس القيمة العليا التي تسعى لها.
واأدف ذلك بقوله إن تحقيق الأهداف في حياتنا اليومية وإن كانت الأهداف الصغيرة مثل التمارين الرياضية أو إنجاز العمل مجرد روتين، لكن مهم ربطها بهدف أكبر يعطيها معنى.
وبعدها طرح مواصفات الهدف الذكي بإستخدم أسلوب SMART، والذي يتضمن أن يكون الهدف واضح ومحدد، قابل للقياس والتحقق، مرتبط بالهدف الاسمى، ومحدد بوقت. وبعد صياغة هدفك الأسمى وأهدافك الصغيرة وفق SMART، يمكنك وضع هذا الهدف في مكان مرئي، كتذكير مستمر لك. كما يمكن مراجعة هذه الأهداف بشكل دوري لتتأكد من أنك تمضي في الاتجاه الصحيح وأن الحياة اليومية تصب في هدفك الأسمى، وبهذه الطريقة، تتحول كل خطوة في حياتك اليومية إلى خطوة نحو تحقيق هدفك الأعظم، وتصبح حياتك مليئة بالقيمة والمعنى.
كما وضح الفرق بين الهدف والعادة وإن العادات صغيرة وشاملة ولا تحتاج إلى تذكير بينما الأهداف كبيرة ومحددة وتحتاج إلى تذكير.
ومن ثم ذكر الخطوة الثانية وهي تحسين العادات بعد تحديد الأهداف، بالتركيز على تحسين العادات التي تدعم تحقيق هذه الأهداف. قد تكون عادات بسيطة مثل تنظيم الوقت، تحسين النظام الغذائي، أو ممارسة الرياضة بانتظام، وتعتبر العادات المحرك الأساسي لتحقيق الأهداف.
وذكر إن في صناعة العادة من المهم جداً أن تهتم بعجلةالعافية بحيث يكون هناك توازن في كل شؤون حياتك من جميع الجوانب، ولكل جانب عاداته الخاصة، وطرح امثلة على كل نوع من العادات اليومية والأسبوعية والشهرية والسنوية.
وتحدث أخيراً عن الخطوة الثالثة في رحلتنا نحو حياة مرتبة وأكثر نجاحًا وهي الجرد وتنظيف المتراكمات، وهي خطوة ضرورية تساعدنا على التخلص من العبء الزائد وتوفير مساحة نفسية وذهنية جديدة للتركيز على ما هو فعلاً مهم في حياتنا، واستعرض بعض الأشياء التي يجب جردها وتنظيفها.
واختتم البرنامج بتقديم الشكر الجزيل للسيد مصطفى الشعلة على محاضرته القيمّة وقدم له شهادة تذكارية مع درع التميز.